أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، يوم الخميس، أن الغارات الإسرائيلية على الجنوب أسفرت عن مقتل شخص وإصابة سبعة، في الوقت الذي قال فيه الجيش الإسرائيلي إنه استهدف حزب الله وحلفاءه.
وأكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن الغارات الإسرائيلية استهدفت "منشآت مدنية"، مُديناً ما وصفه بخرق اتفاق وقف إطلاق النار للعام الماضي.
وقال عون إن العدوان الإسرائيلي المتكرّر "يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة" بحسب تعبيره.
واعتبر أن هذا التصعيد يُشكّل خرقاً جسيماً للقرار 1701 وللاتفاق على وقف الأعمال العدائية لعام 2024.
وأضاف أن ذلك يؤكد أن "إسرائيل تواصل انتهاك التزاماتها الدولية واستخدام القوة خارج أي إطار شرعي أو تفويض دولي" مشيراً إلى أن ذلك "يفرض موقفاً دولياً يضع حداً لهذه الانتهاكات المدانة".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن الطيران الحربي الاسرائيلي نفذ ما وصفته بعدوان جوي عنيف مساء الخميس، مستهدفاً معملاً للاسمنت وكسارة في وادي بصفور بين بلدات أنصار وسيناي وبصفور.
وألقت الطائرات المغيرة عشرات من الصواريخ التي أحدث بعضها وميضاً "غير مسبوق"بحسب الوكالة.
وأضافت أن انفجار الصواريخ أحدث دوياً هائلاً تردد صداه في مختلف المناطق الجنوبية وأحدث ارتجاجات أثارت أجواء من الهلع والتوتر بين المواطنين.
وقالت الوكالة إنّ الطيران الإسرائيلي نفذ كذلك سلسلة غارات بين منطقتي عدلون وأنصار.
وتداول المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي عدة مقاطع فيديو وثقت حجم الغارات وكيف ظهرت من مناطق بعيدة.
وبالتزامن مع تنفيذ الغارات، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي منشورات على حسابه الرسمي على موقع اكس قال فيها إنّ الجيش هاجم ما قال إنها "بنى تحتية إرهابية لحزب الله وجمعية أخضر بلا حدود في جنوب لبنان".
وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي إنّ طائرات حربية أغارت على "بنى تحتية ارهابية لحزب الله في منطقة مزرعة سيناي"، مشيراً إلى أنها "استخدمت في محاولات إعادة إعماره (جنوب لبنان) حيث تم استهداف مقلع استخدمه حزب الله لإنتاج الإسمنت بهدف إعادة بناء وإعمار منشات وبنى تحتية ارهابية تم استهدافها وتدميرها خلال حرب السيوف الحديدية وخاصة خلال عملية سهام الشمال".
وقال أدرعي إن وجود هذه البنى التحتية يشكل "خرقاً فاضحاً" للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان حيث سيواصل الجيش الإسرائيلي "العمل لإزالة أي تهديد ".
وفي تغريدة أخرى على منصة اكس، قال أدرعي في فيديو مسجل توجه به إلى اللبنانيين، إن هذه الضربات تضاف إلى "الجهود المستمرة" التي يبذلها الجيش "لمنع إعمار حزب الله عسكرياً".
وتوصل البلدان قبل نحو عام إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، نصّ على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان على الأجهزة الرسمية.
ومع ذلك، واصلت إسرائيل شنّ غارات على الأراضي اللبنانية، إضافة إلى ذلك، أبقت إسرائيل على قواتها في خمس تلال في جنوب لبنان، بعكس ما نصّ عليه الاتفاق، وتطالب بيروت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها.