نفي للنفي.. مسؤول بطالبان يؤكد "قطع الإنترنت قرار من الزعيم"

فيما عادت خدمات الإنترنت بشكل تدريجي، اليوم الأربعاء، إلى أفغانستان، نفى مسؤول في حكومة طالبان، أن يكون الحظر الذي شهدته البلاد على مدى اليومين الماضيين أتى لأسباب تقنية.

ونفى في تصريح للعربية.نت/الحدث.نت ما قاله المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد في وقت سابق اليوم، حول تسبب مشكلات تقنية بقطع الإنترنت.

"عار تاريخي"

إلى ذلك، شدد على أن قرار قطع الإنترنت جاء بشكل شخصي ومباشر من زعيم طالبان ملا هبة الله آخوندزاده. وأكد أن القرار صدر من زعيم طالبان وحده دون مشاركة أي شخص آخر.

كما كرر أن جميع التصريحات أو التقارير التي زعمت بأن قطع الإنترنت جاء نتيجة مشاكل تقنية غير صحيحة، و"مجرد محاولة للتغطية على هذا العار التاريخي"، على حد وصفه.

وختم كاشفاً أن خدمات الإنترنت عادت بشكل جزئي إلى بعض محافظات البلاد، من دون أن يوضح ما إذا جاء ذلك بعد إقناع زعيم طالبان بالتراجع، أو تجاوز قراره وإعادة الخدمة من دون الرجوع إليه.

أتى ذلك، بعدما أعلن ذبيح الله مجاهد أن الانقطاعات المستمرة على مستوى البلاد ناجمة عن "تدهور البنية التحتية للألياف الضوئية" التي يجري استبدالها في الوقت الحالي.

فيما حذرت بعثة الأمم المتحدة من قطع الإنترنت عن البلاد، ما يجعلها منفصلة عن العالم.

لا اتصالات ولا إنترنت أو رحلات

وكانت إشارة الهاتف المحمول وخدمة الإنترنت ضعفت تدريجياً منذ الاثنين الماضي، حتى أصبحت نسبة "الاتصال الوطني الإجمالي أقل من 1% (من المستويات الطبيعية)، ليل الاثنين الثلاثاء، ما جعل الأمر انقطاعاً شاملاً"، وفق ما أفادت منظمة "نتبلوكس" لرصد الإنترنت والأمن السيبراني. ولم يعد الأفغان قادرين على الاتصال بينهم، لاسيما أنه غالبا ما يتم تمرير خدمات الهاتف عبر الإنترنت باستخدام خطوط الألياف نفسها، خصوصا في البلدان التي تفتقر إلى بنية تحتية قوية للاتصالات.

كما أصاب الشلل أنظمة التسوق عبر الإنترنت والخدمات المصرفية، وبات متعذراً على المغتربين إرسال التحويلات المالية التي تشكّل حاجة لا غنى عنها لعائلاتهم.

كذلك، أُلغيَت الرحلات الجوية الدولية إلى أفغانستان، بحسب موقع "فلايت رادار 24" الذي يتتبع حركة المرور الجوي في مختلف أنحاء العالم.

يذكر أن الناطق باسم ولاية بلخ (شمالا) عطا الله زيد، كان أعلن في 16 سبتمبر الماضي (2025) حظر الإنترنت عبر الألياف الضوئية بالكامل، و"فصل الشبكة" بأمر من القائد الأعلى لطالبان هبة الله أخوندزاده. وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي "اتُخذ هذا الإجراء لمكافحة الرذيلة، وسيتم توفير خيارات بديلة في كل أنحاء البلاد لتلبية حاجات الاتصال".