في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تشهد الدول الاسكندنافية قلقا متزايدا، بسبب حوادث الطائرات المسيّرة التي عطّلت الرحلات الجوية في النرويج والدنمارك خلال الأيام الأخيرة. وفي أحدث تطور، أعلنت السلطات النرويجية مصادرة طائرة مسيّرة كان يشغلها أجنبي قرب مطار أوسلو، في منطقة محظورة، دون أن يؤثر ذلك على حركة الطيران.
فقد أعلنت النيابة العامة في الشرطة النرويجية، اليوم الخميس، أن السلطات صادرت طائرة مسيّرة كان يشغلها أجنبي بالقرب من مطار أوسلو، وذلك بعد أن تسببت الطائرات المسيّرة هذا الأسبوع في تعطيل عدة رحلات جوية في النرويج والدنمارك.
وأوضحت ليزا ماري لوكي، رئيسة الادعاء في منطقة الشرطة الشرقية بالنرويج أن رجلاً في الخمسينات من عمره كان يقود طائرته المسيّرة في منطقة محظورة، دون أن يؤثر ذلك على حركة الطيران.
وأضافت أنه لم يتم اعتقال الرجل، لكنه سيخضع للاستجواب من قبل الشرطة، رافضة الكشف عن جنسيته.
بدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته الخميس إن الناتو يتعامل بـ"جدية بالغة" مع تحليق طائرات مسيّرة فوق مطارات الدنمارك ويسعى لضمان حماية البنى التحتية.
وكتب روته على إكس "تحدثت للتو مع رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريديريكسن بشأن مسألة المسيرات التي نتعامل معها بجدية بالغة". أضاف "أعضاء الناتو والدنمارك يبحثون معا في كيفية ضمان أمن وسلامة بنيتنا التحتية الحيوية".
Just spoke with Denmark’s PM Mette Frederiksen @Statsmin about the drone situation, which we take very seriously. NATO Allies and Denmark are working together on how we can ensure the safety and security of our critical infrastructure
— Mark Rutte (@SecGenNATO) September 25, 2025
وكانت الدنمارك أعلنت اليوم أن "جهة محترفة" تقف خلف تحليق عدد من الطائرات المسيرة فوق مطارات البلاد هذا الأسبوع في "هجوم مركّب" الغرض منه إشاعة الخوف، مؤكدة عزمها على تعزيز قدراتها في رصد الطائرات المسيرة وتحييدها.
وكانت الشرطة الدنماركية أعلنت في وقت سابق الخميس أن طائرات مسيّرة حلقت فوق عدد من مطارات البلاد، ما تسبب في إغلاق أحدها لساعات، بعد حادث مماثل هذا الأسبوع أدى إلى إغلاق مطار كوبنهاغن.
بدوره قال وزير الدفاع الدنماركي ترويلس لوند بولسن في مؤتمر صحافي "لا شك أن كل شيء يشير إلى أن هذا من عمل جهة محترفة، خصوصا عندما نتحدث عن عملية ممنهجة كهذه في مواقع عدة وبالتزامن تقريبا".
ووصف ذلك بأنه "هجوم مركّب" مؤكداً "عدم وجود تهديد عسكري" على الدنمارك.
أتى ذلك بعد يومين من تنديد الدنمارك بـ"هجوم" على بناها التحتية عقب تحليق مسيّرات مجهولة المصدر فوق مطار العاصمة.
ووقعت حوادث الأسبوع الراهن بعد أحداث مماثلة في بولندا ورومانيا، وخرق مقاتلات روسية مجال إستونيا الجوي، ما يفاقم حدة التوتر في ضوء الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا.
ورُصدت المسيّرات في الدنمارك فوق مطارات ألبورغ (شمالا) وإيسبيرغ (غربا)، وسوندربورغ وقاعدة سكريدستروب في الجنوب، قبل أن تغادر هذه المواقع.
ولم يغلق مطارا إيسبيرغ وسوندربورغ لأنّه لم تكن هناك رحلات مقرّرة فيهما قبل صباح الخميس.
وأوضحت الشرطة الدنماركية أنّ هذه الطائرات المسيّرة "كانت تحلق وهي مزودة بمصابيح وتمّ رصدها من الأرض، لكن لم يتضح بعد نوعها... أو ما هي دوافعها".
وأضافت أنّها "تحقّق على نطاق واسع بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الدنماركي والقوات المسلحة لجلاء ملابسات" هذا الخرق.
وأتى التحقيق بعد أيام من إعلان الشرطة عن تحليق عدة مسيرات كبيرة فوق مطار كوبنهاغن، الاثنين، ما أدى إلى إغلاقه لساعات.
ونفت موسكو تورطها في تحليق مسيرات مجهولة بأجواء الدنمارك، كما رفضت اتهامات حكومات بولندا وإستونيا ورومانيا لها بشأن تحليق مسيرات أو انتهاك طائرات مقاتلة المجال الجوي لتلك الدول.
وأتت حوادث المسيّرات بعد حوالي أسبوع من إعلان الدنمارك أنها ستستحوذ للمرة الأولى على أسلحة دقيقة بعيدة المدى، مشيرة إلى ضرورة امتلاك القدرة على إصابة أهداف بعيدة في وقت ستشكل روسيا تهديدا "لسنوات مقبلة".