آخر الأخبار

عبدالعزيز آل الشيخ: من هو المفتي العام للسعودية الذي رحل عن عالمنا؟

شارك
مصدر الصورة

توفي الثلاثاء مفتي المملكة العربية السعودية، عبدالعزيز آل الشيخ، عن عمر يناهز 82 عاماً.

وقال الديوان الملكي السعودي في بيان: "انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح هذا اليوم الثلاثاء، الموافق الأول من شهر ربيع الآخر من عام 1447هجرية (23 من سبتمبر/ أيلول 2025)، سماحة الشيخ، عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، ورئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي".

وأضاف البيان: " فقدت المملكة والعالم الإسلامي بوفاته عالماً جليلاً، أسهم بجهود كبيرة في خدمة العلم والإسلام والمسلمين".

وصف البيان المفتي الراحل بأنه "من أعلام العلم الشرعي والإفتاء في المملكة والعالم الإسلامي، وكرّس حياته لخدمة الدين، والإفتاء، ونصح الأمة وولاة الأمر من خلال موقعه في هيئة كبار العلماء ومؤسسات دينية رسمية أخرى".

من هو؟

عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.

ينحدر من نسل الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي (1703 – 1791ميلادية)، وهو مؤسس ما يعرف بـ"الدعوة الوهابية"، الذي تحالف مع الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية لتأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727، التي انتهت على يد جيش إبراهيم باشا بن محمد علي، والي مصر إبان عهد الدولة العثمانية عام 1818 ميلادية.

ولد عبدالعزيز آل الشيخ في عام 1943، وبينما أفادت تقارير بمولده في مكة المكرمة، أفادت أخرى بمولده في العاصمة السعودية الرياض.

توفي والده وهو صغير لم يتجاوز الثامنة من عمره في عام 1951، وحفظ القرآن الكريم صغيراً على يد الشيخ محمد بن سنان.

ولد ضعيف البصر وفقد بصره تماما في العشرينات من عمره، وواصل طلب العلم الشرعي حتى أصبح من أبرز تلاميذ مفتي السعودية الأسبق محمد بن إبراهيم آل الشيخ.

كان عبدالعزيز آل الشيخ من أبرز علماء الشريعة في السعودية، وله العديد من المؤلفات في الفتاوى والعقائد وأحكام الحلال والحرام.

متزوج وله أربعة أبناء.

تعليمه

عُرف منذ طفولته بالجد والاجتهاد، وحفظ القرآن في الحادية عشرة من عمره على يد الشيخ محمد بن سنان. ورغم فقدانه البصر في العشرينات من عمره، واصل طلب العلم الشرعي حتى أصبح من أبرز تلاميذ مفتي السعودية الأسبق محمد بن إبراهيم آل الشيخ.

تلقى العلوم الشرعية على أيدي مجموعة من العلماء الكبار، مثل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد العزيز الشثري.

التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض عام 1954، وتخرج منه، ثم التحق بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض عام 1960، حتى تخرج عام 1964 بدرجة الليسانس في علوم الشريعة واللغة العربية.

مسيرته المهنية

بدأ مسيرته العملية مدرساً بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، من عام 1964 حتى عام 1972، ثم انتقل إلى كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود، حيث شغل عدة مناصب أكاديمية، منها أستاذ مساعد وأستاذ مشارك، كما أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.

عُيّن عضواً في هيئة كبار العلماء في عام 1986، ثم عضوا باللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ثم نائبا للمفتي العام للمملكة.

تولى منصب المفتي العام للمملكة ورئاسة هيئة كبار العلماء في 14 مايو/أيار 1999، خلفا للمفتي الراحل الشيخ عبدالعزيز بن باز، وظل في ذلك المنصب لنحو ربع قرن، حتى وفاته يوم الثلاثاء 23 من سبتمبر/ أيلول عام 2025.

من أبرز محطاته العملية خطبته في يوم عرفة (يوم الحج عند المسلمين)، وهو الخطيب السادس من خطباء عرفة في العهد السعودي، استمرَّ في خطابة الحجيج في مسجد نمرة لأكثر من 30 عاماً، من 1982- 2015، وهو بذلك أطول خطيب يخطُب في عرفة على مدار تاريخ المسلمين.

يُعد عبدالعزيز آل الشيخ علامة بارزة في تاريخ الإفتاء والعلم الشرعي، وهو ثالث من تولى هذا المنصب بعد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبدالعزيز بن باز.

"منصب المفتي"

يُعد منصب المفتي العام أرفع المناصب الدينية والقضائية في المملكة العربية السعودية، ويتم تعيينه بقرار ملكي، ويرأس هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

أُنشئ المنصب بموجب مرسوم أصدره الملك عبد العزيز آل سعود عام 1953، وعُين بموجبه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتياً عاماً للمملكة.

منذ ذلك الحين، يشغل هذا المنصب عادة أحد أفراد أسرة آل الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)، ولم تنكسر هذه القاعدة إلا عندما عُين الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في هذا المنصب عام 1993، والذي استمر حتى عام 1999.

لكن المنصب ظل شاغراً لفترة طويلة، بين عامي 1969 و1994، بعد أن ألغاه الملك فيصل وأحل محله وزارة العدل، وعاد المنصب في عهد الملك فهد، الذي عين الشيخ عبد العزيز بن باز مفتياً عاماً للمملكة عام 1994.

من سيخلفه؟

يتوقع أن يصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الساعات أو الأيام القادمة مرسوما ملكياً، بتعيين مفتياً عاماً للملكة خلفاً لعبدالعزيز آل الشيخ.

وعلى الرغم من عدم صدور تصريحات رسمية بهذا الصدد، إلا أنه من المرجح أن يأتي من داخل مؤسسات الفتوى، خصوصاً هيئة كبار العلماء أو اللجنة الدائمة للإفتاء.

وهناك تكهنات عن مرشحين محتملين أبرزهم الشيخ، عبدالله بن محمد آل الشيخ، عضو هيئة كبار العلماء وأحد أفراد أسرة آل الشيخ. كما يبرز أيضا اسم الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، بالإضافة إلى أسماء أخرى من بينها الشيخ، عبدالله بن سليمان المنيع، والشيخ سعد بن ناصر الشثري.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا