في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
حذّرت روسيا من أن عودة الولايات المتحدة إلى أفغانستان عبر قاعدة باغرام الجوية، كما يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد تؤدي إلى "نتائج كارثية" بالنسبة لواشنطن.
وقال المبعوث الروسي إلى أفغانستان، ضمير كابلوف، إن الولايات المتحدة "على الأرجح لن تقدم على غزو جديد لأفغانستان"، مضيفاً أن "الأمر يشبه كثيراً الضجة التي أثارها ترامب سابقاً بشأن غرينلاند وكندا، النتائج ستكون كارثية بالنسبة لأميركا، أما الأفغان فقد اعتادوا على الحرب"، وذلك في تصريحات لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب مطالب متكررة من ترامب، خلال الأيام الثلاثة الماضية، مهدداً طالبان بتسليم قاعدة باغرام "بشكل فوري"، وإلا ستحدث أمور سيئة في حال رفضهم، على حد قوله.
فيما أكدت حكومة حركة طالبان، الأحد، استحالة إبرام أي اتفاق تعود بموجبه السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان إلى واشنطن.
وكان ترامب كشف خلال زيارة الدولة التي أجراها إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع، رغبته في استعادة القاعدة التي كانت تحت سيطرة واشنطن قبل الانسحاب من أفغانستان في العام 2021.
والأحد، قال قائد الجيش الأفغاني فصيح الدين فطرت "أخيراً، قال البعض إنهم دخلوا مفاوضات مع أفغانستان لاستعادة قاعدة باغرام الجوية"، بحسب تصريحات أوردتها وسائل إعلام محلية. وأضاف أن "الاتفاق حتى على شبر واحد من أراضي أفغانستان مستحيل".
وتوعّد ترامب أفغانستان، السبت، بـ"أمور سيئة" في حال امتنعت عن التجاوب مع طرحه بشأن قاعدة باغرام.
وكتب على منصته "تروث سوشال": "إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى من بناها، أي الولايات المتحدة الأميركية، فستحدث أمور سيئة".
ودون أن يأتي على ذكر واشنطن، أوضح فطرت أن "بعض الأشخاص" يريدون استعادة القاعدة من خلال "اتفاق سياسي".
وأضاف "لسنا في حاجة إليه".
وكان الرئيس الأميركي أثار على نحو مفاجئ، الخميس، فكرة استعادة السيطرة على القاعدة، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في اليوم الأخير من زيارة دولة قام بها إلى المملكة المتحدة.
وقال "نريد استعادة تلك القاعدة"، مشيرا إلى أن "أحد الأسباب التي تجعلنا نريد القاعدة هو، كما تعلمون، أنها تبعد ساعة عن المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية".
وتقع قاعدة باغرام الجوية على مسافة 50 كيلومتراً شمال كابول، وكانت محورية في العمليات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة في البلاد لمدة عقدين بعد غزوها للإطاحة بطالبان عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
لكن القوات الأميركية وتلك التابعة لحلف شمال الأطلسي انسحبت من القاعدة في تموز (يوليو) 2021 مع سيطرة طالبان على أجزاء واسعة من أفغانستان وزحفها سريعا نحو كابول، وصولاً للسيطرة على البلاد بأكملها.
بُنيت القاعدة الجوية بمساعدة سوفياتية في خمسينيات القرن الماضي، ووسّعتها الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، ثم طورّها الروس واستخدموها خلال غزو أفغانستان بين عامي 1979 و1989.
في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، كانت هذه القاعدة الضخمة الخاضعة لحراسة شديدة، أشبه بمدينة فعلية، إذ كانت تضم بعض المتاجر ومطعماً لسلسلة "برغر كينغ" وسجناً.
وتعاقب على العمل فيها مئات الآلاف من العسكريين والمتعاقدين. وزارها الرئيسان باراك أوباما (2012)، وترامب (2019) خلال ولايته الأولى.
وانسحبت قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من باغرام بشكل فوضوي في تموز (يوليو) 2021، مع سيطرة طالبان على أجزاء واسعة من أفغانستان.