آخر الأخبار

عسكرة وإذابة هوية.. اتهامات لروسيا باستغلال أطفال أوكرانيا

شارك
أطفال يقفون بجوار دمار خلفته ضربة عسكرية روسية في بلدة هليفاخا، خارج كييف، 26 يناير 2023. (رويترز)

أثار تقرير بحثي جديد جدلاً واسعاً بعدما زعم أن آلاف الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم روسيا منذ اندلاع الحرب، يجري إخضاعهم لبرامج "عسكرة قسرية" داخل مئات المنشآت المنتشرة في روسيا والمناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها، في خطوة وصفها التقرير بأنها تهدف إلى تغيير هويتهم وإعادة تشكيل وعيهم الثقافي.

فقد زعمت دراسة صادرة عن "مختبر الأبحاث الإنسانية" التابع لكلية ييل للصحة العامة أن آلاف الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم روسيا منذ بدء عمليتها العسكرية في فبراير/شباط 2022، يجري "إعادة تثقيفهم" قسراً داخل ما لا يقل عن 210 منشآت موزعة بين الأراضي الروسية والمناطق الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية.

وادعت الدراسة أن هؤلاء الأطفال، خصوصاً من الشرق الأوكراني الذي تسيطر عليه روسيا، يُرسَلون إلى مرافق يجري فيها، "في كثير من الحالات، إخضاعهم لبرامج عسكرة قسرية تشمل تدريبات قتالية وتدريبات على القفز المظلي"، مشيرة إلى أن "الأطفال في بعض تلك المنشآت شاركوا حتى في تصنيع معدات عسكرية لصالح القوات الروسية، من بينها الطائرات المسيّرة"، وفق ما نقل تقرير نشره موقع " nbcnews".

"برنامج روسي للتبني القسري"

وأوضحت الدراسة أن استنتاجاتها استندت إلى "مصادر بيانات متاحة للعامة وصور أقمار صناعية تجارية"، مؤكدة أن الباحثين قيّموا مصداقية وموثوقية هذه المصادر وفق معايير "بروتوكول بيركلي" للأبحاث مفتوحة المصدر، إضافة إلى إطار تقييم استخباراتي معتمد لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

كذلك زعمت الدراسة أن عدد الأطفال المختطفين لا يمكن حصره بشكل دقيق، لافتة إلى أن بعضهم أُعيد إلى أوكرانيا، في حين "يُحتجز آخرون إلى أجل غير مسمى".

وأشارت إلى أن عدداً من الأطفال الذين أُدخلوا إلى شبكة المخيمات و"مراكز العائلات" وغير ذلك من المرافق، جرى دمجهم في برنامج روسي للتبني القسري، ما أفضى إلى تجنيسهم كمواطنين روس.

كما ادعت الدراسة أن هناك ثمانية أنواع من المرافق التي نُقل إليها هؤلاء الأطفال، منها معسكرات صيفية، ومؤسسات للصحة النفسية، وقاعدة عسكرية واحدة على الأقل، وحتى دير ديني، مشيرة إلى أن الغاية تكمن في تلقينهم روايات ثقافية ووطنية مؤيدة لروسيا ومعادية لأوكرانيا.

"قمع هوية أوكرانيا"

وختم التقرير بالقول إن الحكومة الروسية "تسعى لمحو وجود أوكرانيا كدولة من خلال سلبها مستقبلها"، مؤكداً أن "الأدلة المتزايدة تُظهر أن روسيا تستخدم النقل القسري وإعادة التثقيف وأحياناً التبني كوسائل رئيسية ضمن جهودها لقمع هوية أوكرانيا وتاريخها وثقافتها".

يشار إلى أنه وفق برنامج "أعيدوا الأطفال" الذي أطلقه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد اختُطف أكثر من 19,500 طفل أوكراني منذ العملية الروسية، بينما أُعيد نحو 1,600 فقط، بينهم 101 طفل خلال أغسطس (آب) الماضي.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في مارس/آذار 2023 مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهمة إياه بارتكاب "جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني للأطفال من الأراضي الأوكرانية المحتلة إلى روسيا".

كما أصدرت مذكرة مماثلة ضد ماريا لفوفا-بيلوفا، مفوضة حقوق الطفل في مكتب الرئاسة الروسية.

وأعلن زيلينسكي الأسبوع الماضي أنه سيطرح قضية الأطفال المختطفين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، موضحاً أنه سيستضيف فعالية مشتركة مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بمشاركة عدد كبير من القادة.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا