آخر الأخبار

سوريا: كيف تفاعل الناشطون مع تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص حول الفيدرالية وتشبيه الشرع بجورج واشنطن؟

شارك
مصدر الصورة

دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى التخلي عن أحلام النظام الفيدرالي، لصالح دولة مركزية. وقطع باراك بأن "النظام الفيدرالي لا يصلُح في سوريا"، مؤكداً أن هناك طريقاً واحداً أمام قوات سوريا الديمقراطية هو "الطريق إلى دمشق".

وأعرب بيان القوى والأحزاب السياسية في سوريا عن قلقه البالغ من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، وقالت إن تصريحاته "تتناقض مع دوره كوسيط لتقريب وجهات النظر وتتنافى مع الدور الايجابي الذي تلعبه الولايات المتحدة الامريكية في تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا".

تصريحات المبعوث الأمريكي لوكالة أسوشيتد برس لقيت تفاعلاً واسعاً في أوساط السوريين الناشطين عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وبدايةً، انتقد البعض هذه التصريحات، معتبراً إياها تدخلاً في شأن سوريا الداخلي:

ووجّه المرصد السوري لحقوق الإنسان رسالة للمبعوث الأمريكي يذكّره فيها بأن دوره "ينبغي أن يكون دور الوسيط النزيه، لا طرفاً يعرقل التوافقات بين السوريين".

مصدر الصورة

ورأى آخرون أن هذا التصريح الأمريكي "يؤكد تفكيك قوات سوريا الديمقراطية بدون فيدرالية".

وفي نظر هؤلاء، بدا "التخلّي الأمريكي عن قوات سوريا الديمقراطية واضحاً":

واعتبر البعض أن مجرّد الحديث عن الفيدرالية، هو بداية الطريق لـ"تفتيت" وحدة البلاد، قائلين إن "بداية أيّ تقسيم هو محاولة القول بمشروع الفيدرالية وخلطها مع اللامركزية!".

وتساءلوا: "ما هي مشكلة سوريا؟ هل هي الفيدرالية؟ إذن، كيف عاشت سوريا عقوداً بلا فيدرالية؟".

واستدعى البعض "مُخطّط الشرق الأوسط الكبير"، قائلاً إن أمريكا لا تريد "سوريا فيدرالية قوية مستقبلاً"، وإن هدف واشنطن هو "تقسيم سوريا كما خطط لها مسبقاً"، وإن توماس باراك "هو الذي سيُشعل فتيل الاقتتال الداخلي الذي سيقسّم سوريا":

محتوى خارجي
شاهد على فيسبوك

مفهوم الفيدرالية

ويعرّف الباحثون السياسيون "الفيدرالية" بأنها نظام حكم يقسّم السلطة بين حكومة مركزية من جهة وحكومات محلية من جهة أخرى.

وفي النظام الفيدرالي أو الاتحادي، تحتفظ كل وحدة بحُكم ذاتي في مجالات محددة، بينما تتولى الحكومة المركزية مسؤولية الشؤون الوطنية.

ومن أبرز الدول التي تتبع نظام الحُكم الفيدرالي، الولايات المتحدة، والتي كانت مستعمرات إنجليزية، قبل أن تستقل عن إنجلترا وتتخذ فيما بينها نظاماً تعاهديا "ميثاقا" استمر العمل به حتى عام 1787 والذي شهد انعقاد مؤتمر فيلادلفيا حيث تقرر إلغاء هذا الميثاق ليحل محلّه دستور جديد يجعل من هذه الولايات دولة اتحادية (فيدرالية) هي الولايات المتحدة.

وبموجب هذا الدستور، تتمتع الولايات الأمريكية بنصيب كبير من الاستقلال الداخلي؛ فلكل ولاية دستورها الخاص، ولكل منها حاكم يُنتخَب بإجراء انتخابات عامة، كما أن لكل ولاية محاكمها الخاصة.

مصدر الصورة

جورج واشنطن

وفي حديث لقناة تلفزيونية لبنانية، يوم الثلاثاء، قارن المبعوث الأمريكي توماس باراك بين تجربة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع من جهة، وتجربة أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية جورج واشنطن من جهة أخرى – وذلك من حيث الانتقال من ميدان القتال إلى بلاط السُلطة.

وقال باراك: "انظروا إلى التاريخ الأمريكي، جورج واشنطن بدأ بحربين دمويتين قبل إعلان الاستقلال، وبعد 12 عاماً، أصبح رئيساً!".

هذه المقاربة التي ساقها المبعوث الأمريكي أثارت ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي السورية.

فاتفق البعض، من أنصار النظام السوري الجديد، مع ما ذهب إليه المبعوث الأمريكي، قائلاً إن "الشرع هو باني الدولة الحديثة وبأقلّ الأضرار والدماء":

لكنْ في المقابل، شكّك آخرون في نوايا الولايات المتحدة إزاء سوريا، بالقول إن "الجهة التي فرضت العقوبات على النظام السوري (السابق) وحرّضت على حصاره دولياً. هي نفسها اليوم التي تسوّق لزعيم تنظيم القاعدة في سورية على أنه جورج واشنطن":

يُذكَر أن جورج واشنطن (1732 -1799) كان خصماً للانفصاليين، وأنه قاد ثورة التحرير التي انتهت بالاستقلال الأمريكي عن بريطانيا في يوليو/تموز 1786، كما قاد جهوداً لإقرار النظام الفيدرالي بين الولايات الأمريكية حتى تكلّلتْ جهوده بالنجاح في عام 1787.

واختير جورج واشنطن بالإجماع ليكون أول رئيس للولايات المتحدة، مؤدياً أول قسَم دستوريّ في تاريخ البلاد في 30 أبريل/نيسان 1789.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا