كشفت ثلاث نساء أوكرانيات لبي بي سي، عن آمالهن ومخاوفهن بشأن مصير بلادهن، في ضوء الحديث مؤخرا عن محاولات إنهاء الحرب المستمرة منذ ما يزيد على ثلاث سنوات مع روسيا.
وتمُتّ هؤلاء النساء الثلاث بصِلة إلى جزر القنال الإنجليزي؛ وبحلول أبريل/نيسان 2022، استقبلت جزيرة جيرزي -التي تقع في القنال- 14 لاجئاً أوكرانياً، وبحلول مارس/آذار 2023، استقبلت جزيرة غيرنزي القريبة 24 أوكرانياً.
وشهد البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي، مشاهد غير مسبوقة؛ عندما وقع صِدام بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهة، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس من جهة أخرى، وكل هذا أمام الكاميرات.
وبعد الاجتماع، صدرت الأوامر بأنْ يغادر زيلينسكي البيت الأبيض، قبل أن يتوجّه إلى العاصمة البريطانية لندن حيث تلقّى دعماً قوياً من قادة أوروبيين، اجتمعوا لاحقاً في قمة بروكسل لمناقشة مستقبل دعم أوكرانيا.
ناتاليا بيكر، من مواليد مدينة أوديسا التي تقع على ساحل البحر الأسود في أوكرانيا، تعيش الآن في جزيرة جيرزي بالقنال الإنجليزي.
تقول ناتاليا إنها تتشوّق إلى رؤية انتصار أوكرانيا، وإلى الاحتفال بهذا النصر في ساحة التحرير في جيرزي.
وبينما تعيش ناتاليا في جزيرة جيرزي، فإن عائلتها لا تزال تعيش في أوكرانيا.
تقول نتاليا: "إننا نفقد في كل يوم أطفالاً، وآباء، وإخوة وأُمّهات. وهذا شيء بالغ القسوة".
وترى نتاليا أن ثمة حاجة إلى التوصّل إلى هدنة وإبرام اتفاق سلام، وتقول: "سواء كان الرئيس زيلينسكي يمتلك بذلة أم لا. ليس هذا مُهمّاً؛ المُهمّ أنه يمتلك قلبا"، في إشارة إلى سؤال وجّهه صحفي للرئيس الأوكراني في هذا الخصوص خلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض.
غادرت فاليريا سارنوفسكا العاصمة الأوكرانية كييف في 2022 وانتقلت للعيش في جزيرة غيرنزي في القنال الإنجليزي، حيث عاشت فترة قبل أن تعود أدراجها إلى كييف حيث تقيم الآن.
"في كل ليلة أسمع صفارات الإنذار، أصبح قلبي فارغاً تماما"، على حد تعبير فاليريا، التي أضافت: "لا تكاد توجد عائلة لم تفقد عزيزاً في تلك الحرب".
وتحذّر فاليريا من أن أوكرانيا إذا خسرت الدعم الدولي فسوف "تنمحي ولن يبقى لأطفالنا من أوكرانيا سوى ظلال في كتب التاريخ"، على حدّ تعبيرها.
ونوّهت فاليريا إلى أن أوكرانيا في حاجة إلى المساعدة العسكرية، معربة عن أملها في أن تثمر الضغوط الأوروبية عن التوصل إلى حلّ.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، انتقلت أولغا توركوغلو، التي تبلغ من العمر 36 عاما، للعيش في جزيرة غيرنزي
تقول أولغا: "في صباح كل يوم نطالع الأخبار على أمل أن تقع أعيننا على خبر سارّ".
وتشير أولغا إلى أن هناك "أوكرانيين كثيرين" تساورهم الشكوك بشأن مستقبل بلادهم، لكنها تعود فتقول إن عملها التطوّعي بمنظمة غيرنزي للإغاثة الإنسانية (غير الربحية) يمنحها شعوراً بالطمأنينة كلما أوشكت أن تفقد الأمل.
تقول أولغا: "نمتلك أوراقاً (للضغط)، وهذه الأوراق هي شعبنا وأصدقاؤنا. المملكة المتحدة صديق جيد وداعم لنا".
"أحياناً يبدو الأمر كأنه ميؤوس منه، لكنْ عندما ندرك أن بحوزتنا هذه الأوراق، نشعر بالأمل".
وتشير أولغا في حديثها عن "أوراق الضغط" إلى تعبير جرى على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أثناء مشادته الكلامية مع زيلينسكي في البيت الأبيض، حيث قال ما معناه إن الأوكرانيين ليس "لديهم أوراق" رابحة في هذه الحرب.
وتختتم أولغا قائلة: "لقد تصدّينا للغزو الشامل في 2022، لم نترك كييف تسقط، ولا يزال لدينا يقين بأننا لن نتوقف وسنواصل القتال".