آخر الأخبار

إعمار غزة بدون حماس.. رؤية عربية تواجه تعقيدات الواقع

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قمة عربية استثنائية ترسم ملامح مستقبل غزة بدلا من خطة ترامب

ترتكز المبادرة العربية على مبدأ أساسي "لا يمكن إعادة إعمار غزة في ظل استمرار حكم حماس".

الدول الداعمة للخطة ترى أن أي مشروع سياسي مستقبلي يجب أن يستند إلى شرعية دولية، وأن يتم بتنسيق مباشر مع السلطة الفلسطينية، ما يعني عمليًا استبعاد حماس من المشهد السياسي والإداري في القطاع.

وذكر الإعلامي المتخصص في الشؤون الفلسطينية، وائل محمود، خلال حديثه لغرفة الأخبار في "سكاي نيوز عربية"، أن هذه الاتجاهات تعكس تزايد الوعي العربي بأن بقاء حماس في غزة يشكل عقبة أمام تحقيق استقرار دائم.

وأضاف أن هناك إيمانًا لدى بعض الدول العربية بأن حماس أصبحت عبئًا سياسيًا وأمنيًا ليس فقط على الفلسطينيين، بل أيضًا على المنطقة بأكملها. لذا يجب أن تكون عمليات إعادة الإعمار ضمن إطار يضمن عدم حدوث مواجهات مسلحة جديدة، وهذا يستلزم فصل الحركة عن الحكم..".

لكن في المقابل، يرى خبراء أن تنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع قد يكون أصعب مما يبدو، إذ أن حماس ليست مجرد تنظيم سياسي، بل تمتلك نفوذًا عسكريًا وشعبيًا كبيرًا في القطاع.

حماس بين الرفض والواقع السياسي.. خيارات صعبة

في ردها الأولي، رفضت حماس علنًا أي مخطط يستثنيها من مستقبل غزة، واعتبرته محاولة لفرض رؤية سياسية تتجاهل إرادة الشعب الفلسطيني. الحركة تؤكد أن إعادة الإعمار يجب أن تكون وفق "إجماع وطني"، وليس بإملاءات خارجية.

يعلق مدير مركز الدراسات الاستراتيجية حسن المومني على هذا الموقف موضحًا أن حماس تدرك جيدًا أن استبعادها من أي ترتيبات مستقبلية يعني فقدان جزء كبير من شرعيتها السياسية، مما يدفعها لرفض أي مبادرة لا تضمن بقائها كطرف مؤثر. ومع ذلك، فإنها تواجه ضغوطًا سواء كانت داخلية أو خارجية قد تضطرها لإعادة تقييم استراتيجيتها.

ويشدد على أن السؤال الأساسي ليس ما إذا كانت حماس ستعارض الخطة أم لا، ولكن ما إذا كان بإمكانها إحباط تنفيذ هذه المبادرة. إذ يكمن التحدي الأكبر في كيفية تحقيق المبادرة دون حدوث تصعيد جديد يعيد الوضع إلى سابق عهده من الصراع.

الموقف العربي والدولي.. محاولة لإعادة غزة إلى "الشرعية"

ترى بعض العواصم العربية أن إنهاء سيطرة حماس على غزة يمثل فرصة لإعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني، ويمنح السلطة الفلسطينية دورًا أكبر في المستقبل.

يُؤكد مدير مكتب صحيفة العرب في القاهرة، محمد أبو الفضل، أن هذا الاتجاه يعكس رؤية إقليمية أوسع. حيث يُظهر الوعي العربي بأن بقاء حماس في غزة يعني استمرار الانقسام الفلسطيني، مما يُضعف موقف السلطة الفلسطينية على الصعيد الدولي. ومن هنا، فإن بعض الدول ترى أن استبعاد الحركة يعد خطوة حاسمة لإنهاء هذه الحالة.

ومع ذلك، يعتبر أبو الفضل أن التحدي الرئيسي يكمن في تنفيذ هذه الخطة من دون أن تؤدي إلى أزمة جديدة. ويشير إلى أن حماس ليست الكيان الوحيد الذي يعبر عن المشهد السياسي؛ فهناك فصائل فلسطينية أخرى قد لا توافق بسهولة على هذا التوجه.

إسرائيل ودورها في الخطة: دعم مشروط وتخوف من البدائل

إسرائيل، التي خاضت حربًا طويلة ضد حماس، تراقب هذه المبادرة بحذر، إذ ترى أنها قد تحقق لها بعض الأهداف الاستراتيجية، لكنها في الوقت نفسه تخشى أن يؤدي انهيار حماس إلى فوضى غير محسوبة العواقب.

يعلق كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يوحنان تسوريف، على هذا الموقف قائلًا ان إسرائيل لديها مصلحة في إضعاف حماس، لكنها لا تريد أن تترك فراغًا أمنيًا قد تستغله جماعات أكثر تطرفًا. لذلك، فإنها قد تدعم المبادرة العربية، ولكن بشرط أن تتضمن ترتيبات أمنية واضحة تضمن عدم تصعيد جديد في المستقبل".

كما يشير إلى أن تل أبيب ترى في إعادة القطاع إلى السلطة الفلسطينية خيارًا أفضل من استمرار حكم حماس، لكن في الوقت نفسه، فإنها لا تثق بقدرة السلطة على السيطرة على الأوضاع بسهولة.

المستقبل.. بين الحل السياسي والانفجار المحتمل

رغم أن المبادرة العربية تحمل في ظاهرها فرصة لإعادة الاستقرار إلى غزة، إلا أن تنفيذها يواجه عقبات كبيرة. فبين رفض حماس، وتعقيدات الوضع الداخلي الفلسطيني، والمخاوف الإسرائيلية، تبقى الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت هذه الخطة ستُنفَّذ فعليًا، أم ستظل مجرد رؤية سياسية غير قابلة للتحقيق.

ما هو مؤكد أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل غزة، سواء عبر تسوية سياسية تضمن إعادة الإعمار، أو عبر تصعيد جديد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا