آخر الأخبار

"البيت الفارغ" والملاحم العائلية يمنحان الفرنسي لوران موفينييه جائزة غونكور الأدبية

شارك

فاز الكاتب الفرنسي لوران موفينييه، اليوم الثلاثاء، بجائزة غونكور، أرفع جائزة أدبية في فرنسا، عن روايته "البيت الفارغ" (La Maison Vide) المؤلفة من 750 صفحة، والمستوحاة من قصص عائلية تمتد على أكثر من قرن.

وقال موفينييه، البالغ 58 عاما، لدى استلامه الجائزة "أنا في غاية السعادة"، مضيفا "إنها مكافأة عظيمة لأنها رواية من طفولتي ترتبط أحداثها بأجيال عدة".

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 إطلاق ملتقى تورنتو الدولي لفن اليوميات وفلسطين ضيفة الشرف
* list 2 of 2 "لبرق الحمى عهد علي وموثق".. فلسفة العهد في الشعر في صدر الإسلام وما بعده end of list

في هذه الرواية ينسج لوران موفينييه خيوط الحكاية ببطء وتأمل، ليحوّل "البيت الفارغ" من مجرد فضاء مادي إلى ذاكرة حية للأسرة الفرنسية الحديثة، تتقاطع فيها الحروب الكبرى مع التحولات الاجتماعية والسياسية التي عصفت بالقرن العشرين؛ فالرواية لا تكتفي باستعادة الماضي، بل تُعيد تأويله من خلال نظرة أحفاد يحاولون فهم صمت أجدادهم، وكأن الكتابة نفسها تصبح فعل نبشٍ في الركام العاطفي والطبقات الدفينة من التاريخ الشخصي.

يُقدّم موفينييه في هذا النص ملحمة عن الهوية الموروثة، وعن الطريقة التي يتحوّل بها الصمت إلى لغة، والغياب إلى حضورٍ كثيفٍ في الذاكرة الجمعية، ويعتمد لأجل ذلك أسلوب من جمل طويلة، ونَفَس سردي متدرّج يمنح القارئ إحساساً بأن الزمن يسير في دوائر، وأن الأجيال المتعاقبة ليست سوى ظلالٍ تتقاطع في بيتٍ واحد تتردّد فيه أصوات الماضي.

وبهذه الرواية، يواصل الكاتب مشروعه الأدبي المعروف منذ رواياته السابقة محاولا استكشاف أثر الصدمات الجماعية على الحياة اليومية للأفراد. لكن في "البيت الفارغ"، يصل هذا المشروع إلى ذروته من النضج والتكثيف، إذ يكتب عن العائلة بوصفها مرآةً للمجتمع الفرنسي، وعن الذاكرة كحقلٍ تتصارع فيه الحكايات المعلَنة وتلك التي ظلّت طيّ الكتمان.
كان موفينييه، الذي يزخر رصيده الأدبي بحوالي 20 كتابا، يتنافس على جائزة غونكور مع زميله الكاتب ومؤلف السيناريو الفرنسي إيمانويل كارير، والكاتبة الفرنسية الموريشيوسية ناتاشا أبانا، والكاتبة البلجيكية كارولين لامارش.

إعلان

وتشكل جائزة غونكور العريقة أبرز المكافآت الأدبية الممنوحة سنويا للأعمال الناطقة بالفرنسية، وعادة ما ينال الفائز بها شهرة واسعة تتجلى عبر بيع مئات آلاف النسخ من كتبه.

مصدر الصورة لوران موفينييه يحمل روايته الفائزة بجائزة غونكور الأدبية "البيت الفارغ" (الفرنسية)

أما المكافأة المالية المرفقة بها، فهي عبارة عن شيك زهيد بقيمة 10 يوروهات (11 دولارا)، عادة ما يفضل الفائزون تعليقه على الحائط.

من بين كتب موفينييه السابقة رواية تشويق تدور أحداثها في ريف فرنسا بعنوان "قصص من الليل" (Histoires de la nuit).

كما كتب رواية "رجال" (Des Hommes)، التي تستكشف إرث حرب الاستقلال الجزائرية وما خلّفته من ندوب في الوعي الفرنسي، ورواية "وسط الجموع" (Dans la foule)، التي تدور أحداثها في الفترة السابقة لحادثة تدافع مشجّعي كرة القدم عام 1985 في ملعب هيسل ببلجيكا، وهي المأساة التي أودت بحياة 39 شخصاً وخلّفت جرحاً جماعياً ظلّ صداه يتردّد في الذاكرة الأوروبية.

وكانت جائزة غونكور مُنحت العام الماضي للكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود عن روايته "حوريات" الصادرة عن دار غاليمار، والتي تتناول الحقبة المعروفة بالعشرية السوداء في الجزائر.

بالموازاة، مُنحت الثلاثاء جائزة رينودو، التي يُعلن الفائز بها بالتزامن مع جائزة غونكور، إلى أديلايد دو كليرمون-تونير عن روايتها "أردت أن أعيش" (Je voulais vivre).

كذلك، مُنحت جائزة رينودو للمقال الأدبي إلى ألفريد دو مونتسكيو عن كتاب "شفق الرجال" (Le crépuscule des hommes) (عن دار روبير لافون).

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار