في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تواصل دبي ترسيخ موقعها كلاعب محوري في سوق الساعات الفاخرة عبر تنظيمها لتظاهرة "أسبوع الساعات في دبي"، الحدث الأبرز والأضخم في قطاع صناعة الساعات على مستوى العالم. وتقدّم النسخة الحالية أكبر مشاركة منذ انطلاق المعرض، حيث يجتمع نحو 90 علامة فاخرة عالمية لعرض أحدث تصاميمها وإطلاق نماذج حصرية تنضم إلى عالم الساعات عالية القيمة.
تعكس المؤشرات الراهنة حجم الزخم الذي يشهده قطاع الساعات الفاخرة، حيث يُتوقّع أن تصل إيرادات مبيعات الساعات الفاخرة هذا العام إلى 67 مليار دولار، فيما يُباع نحو 20 مليون ساعة سنوياً، جديدة ومستعملة، وتستحوذ الصناعة السويسرية وحدها على 95 بالمئة من هذه المبيعات من خلال علامات مثل رولكس، باتيك فيليب، كارتييه، و أوميغا.
وتستغرق صناعة بعض الساعات أيّاماً، بينما يمتد إنتاج ساعات أكثر تعقيداً إلى عامين ونصف. أما الأسعار، فيتراوح متوسطها بين 5 آلاف دولار وصولاً إلى أكثر من 380 ألف دولار، مع تسجيل صفقات قياسية بلغت 55 مليون دولار و33 مليون دولار لبعض النماذج النادرة.
هذه المعطيات تجعل الساعات الفاخرة أشبه بـ أصول استثمارية قابلة للنمو، إذ ارتفع متوسط أسعار بعض ساعات رولكس خلال الـ15 عاماً الماضية من 2050 دولاراً إلى 13,426 دولاراً، بزيادة تعادل سبعة أضعاف.
الرئيسة التنفيذية لـ" أسبوع الساعات في دبي"، هند صديقي، أكدت في حديثها لبرنامج "بزنس مع لبنى" على سكاي نيوز عربية أنّ النمو الذي حققته التظاهرة خلال عشر سنوات يفوق التوقعات:
"بدأنا بمشروع بسيط جداً هدفه تثقيف الناس بعالم الساعات. لم نتخيّل أن نصل إلى هذا الحجم من المشاركات والمساحات بعد سبعة نسخ من المعرض."
وتشير صديقي إلى أن المعرض لم يُصمَّم ليكون منصة بيع، بل مساحة للتعرّف على الحِرفية الدقيقة التي تقف وراء صناعة الساعات، وإتاحة المجال للجمهور والجامعين للاطلاع على ما يجري خلف الكواليس، من ورش التصنيع إلى لقاء صانعي الساعات أنفسهم. كما تؤكد أنّ المعرض هو الوحيد في العالم بهذا الحجم الذي لا تجري فيه أي عمليات بيع مباشرة، بهدف خلق تجربة معرفية خالصة بعيداً عن الضغط التجاري.
منصة تعاون للصناعة ومختبر إبداعي
منذ انطلاقة الحدث، تحظى التظاهرة برعاية الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، التي وضعت البعد الثقافي والحِرفي في صميم الحدث، والتي آمنت منذ البداية بالرسالة الثقافية والفنية للمبادرة. ما أتاح إطلاق برامج تعليمية مثل "الماستر كلاس" لتعريف الجمهور—وخاصة الشباب—بتقنيات الساعات التي تتجاوز الصناعة التقليدية إلى الفنون الجميلة، التصميم، التسويق، والتغليف.
وتشير صديقي إلى أن المعرض نجح في تحويل دبي إلى مساحة تفاعلية بين العلامات العالمية، إذ شهد تعاوناً لافتاً بين براندات كبيرة، مثل الشراكة التي نشأت بين ماكس بوزر (MB&F) وموزر خلال أحد اللقاءات الجانبية في المعرض. كما يقدّم الحدث منصة للعلامات الناشئة عبر قسم الميكرو براند الذي يستعرض ساعات تبدأ أسعارها من 2000 دولار، ما يمنح الشركات الصغيرة فرصة للنمو والوصول إلى جمهور عالمي.
وتؤكد هند صديقي أنّ هذا الحدث لم يكن ممكناً لولا الدعم المبكر من أحمد صديقي، الذي لعب دوراً محورياً في بناء الثقة مع العلامات العالمية منذ النسخة الأولى، حيث بدأت المشاركة بالعلامات الموجودة ضمن مظلة " أحمد صديقي"، قبل أن ينفتح الحدث لاحقاً على مجموعات عالمية أوسع خارج هذه الدائرة.
وتضيف أن العديد من العلامات العالمية البارزة في قطاع الساعات والمجوهرات بدأت حضورها في المنطقة عبر صديقي، وأن جامعي الساعات أصبحوا أكثر شغفاً وارتباطاً بمتابعة جديد هذه الصناعة بفضل هذه التظاهرة.
شهد العام الحالي احتفالات خاصة بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس "صديقي"، تخللها إطلاق نسخ محدودة من الساعات، وفعاليات شاركت فيها معظم العلامات العالمية. وتشير صديقي إلى أنّ الليلة الختامية شكّلت محطة عاطفية مهمة تقديراً لإرث الأجيال المؤسسة.
كما تستعد التظاهرة لعدد من الإطلاقات الجديدة ضمن صالة "الكوليكتوز"، بما في ذلك مشاريع مشتركة مع ماركات كلاسيكية وأخرى جديدة.
ترى الرئيسة التنفيذية أنّ " أسبوع الساعات في دبي" بات اليوم جزءاً من هوية الإمارة العالمية بوصفها مركزاً للثقافة والفنون والحرف الإبداعية. وتؤكد: "لدينا مسؤولية كبيرة لأن اسم دبي مرتبط بالتظاهرة. الهدف هو الاستمرار بالمستوى نفسه أو الارتقاء إلى ما يحتاجه السوق العالمي."
المصدر:
سكاي نيوز