أكد وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب أن الأخير يدخل كأس أمم أفريقيا بعزيمة واضحة على التتويج باللقب القاري أمام الجماهير المغربية.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم السبت قبل مواجهة جزر القمر في افتتاح مباريات البطولة غدا الأحد، أوضح الركراكي أن العمل من أجل هذه اللحظة انطلق مباشرة بعد كأس أفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار، مضيفا أن الهدف ظل ثابتا منذ البداية ويتمثل في المنافسة على اللقب وليس مجرد المشاركة.
وقال إن اللاعبين جاهزون ذهنيا وبدنيا لتقديم المطلوب منهم، مشددا على أن كل مباراة في البطولة لها أهميتها، خاصة وأن المنتخب يمثل المغرب، وهو ما يفرض التحكم في المشاعر والحفاظ على الهدوء والصبر والتواضع، مع الالتزام بالأسلوب الذي بات يميز المنتخب في السنوات الأخيرة.
وبخصوص التحضيرات، أقر مدرب المنتخب بأن فترة الإعداد هذه المرة كانت قصيرة، حيث لم تتجاوز أسبوعا واحدا، لكنه شدد على أن الأمر ينطبق على جميع المنتخبات المشاركة، مؤكدا في الوقت ذاته أن المجموعة تدرك جيدا ما يتعين عليها القيام به، وأنه لا مجال للبحث عن أعذار مهما كانت الظروف، بما فيها الإصابات.
وعن الحديث المتزايد حول الضغط المفروض عليه من أجل التتويج، اعتبر الركراكي أن الضغط موجود لكنه إيجابي، موضحا أنه منذ توليه المهمة عمل على تغيير العقلية السائدة، والانتقال من منطق الاكتفاء بالمشاركة إلى عقلية المنافسة على الألقاب.
وأضاف الركراكي في هذا الصدد "لا أواجه أي ضغط فمنذ وصولي كنت أريد أن أغير العقلية السائدة. من قبل كنا نأمل فقط المشاركة وتحقيق التعادل مع إسبانيا. لكنّ أحمق مثلي جاء في 2022 وغيّر هذا الاعتقاد السائد لتجاوز دور المشاركة نحو المنافسة على الألقاب بما فيها كأس العالم. لو قلت لأحد قبل 4 أعوام بأنك ستفوز بكأس العالم سيقول عليك أحمق. هذا هو التغيير الجاري في المغرب ليس فقط على المستوى الرياضي بل على جميع المستويات وهذا هو المغرب الجديد".
وتابع أن ما يشهده المغرب اليوم هو تغيير شامل لا يقتصر على كرة القدم فقط، داعيا الجماهير إلى لعب دورها الحقيقي في الدعم والمؤازرة داخل المدرجات، بعيدا عن منطق الحضور من أجل التقاط الصور والسيلفيات فقط.
وأشار الركراكي إلى أن المنتخب لا يشتغل فقط من أجل الحاضر، بل يعمل كذلك على إعداد فريق المستقبل، في إطار مشروع يمتد إلى غاية مونديال 2030 الذي سيقام بالمغرب، عبر المزج بين عناصر الخبرة والشباب. كما كشف أن مشاركة أشرف حكيمي في مباراة الافتتاح لن تُحسم إلا في آخر لحظة، رغم أن اللاعب بات قريبا من الجاهزية.
وعن الصراعات التي خاضها المغرب مع بعض الأندية الأوروبية التي تشبثت بلاعبيها حتى آخر لحظة قال وليد الركراكي "شكرا لبيتيس وفنربخشة فقد أظهرا تفهما كاملا واكتشفت أنهما ناديان كبيران، لكنْ دخلنا في صراعات مع أندية أخرى حتى اللحظة الأخيرة وهذا طبيعي لأن كل طرف يدافع عن مصالحه، والأمر يتعلق بناديي مانشستر يونايتد وروما".
وفي قراءته لمباراة الافتتاح، حذر الركراكي من التقليل من شأن المنافس، مبرزا أن المنتخبات التي تعتمد الدفاع المتأخر قد تخلق صعوبات، وأن منتخب جزر القمر قادر على المفاجأة، مذكرا في المقابل بأن الأرقام والنتائج السابقة تعكس قدرة المنتخب المغربي على التعامل مع مختلف السيناريوهات.
وختم بالتأكيد على أن الانتصارات في البطولة لن تكون سهلة أو بنتائج كبيرة بالضرورة، وقد تتطلب معاناة وصبرا إلى غاية الدقائق الأخيرة.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة