آخر الأخبار

حل لغز "السيجار الفضائي".. الجليد يكشف أصل الصخرة التائهة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

عادة ما تصنف "الأجرام بين النجمية" على أنها إما كويكبات وإما مذنبات، لكن جسما غريبا اكتشف في عام 2017 آثار حيرة العلماء بعد استبعاد أن يكون هذا الجسم، الذي يأخذ شكلا طويلا ورفيعا يشبه السيجار، من هذين الاحتمالين.

ولا تنشأ هذه الأجرام داخل النظام الشمسي، بل تأتي من خارجه، أي من أنظمة نجمية أخرى، وتعبر المجموعة الشمسية مرورا مؤقتا دون أن تبقى مرتبطة بجاذبية الشمس.

وحتى الآن، تمكن العلماء من رصد عدد قليل منها، كان أكثرهم غرابة تلك الصخرة التائهة الشبيهة بالسيجار، والتي منحتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) اسما من لغة جزر هاواي الأصلية، وهو " أُوموآمُوا ".

وتضم هذه الجزر بعضا من أكبر المراصد الفلكية في العالم مثل مرصد "مونا كيا"، ولهذا تحمل كثير من الأجسام الفلكية المكتشفة هناك أسماء بلغة أهلها الأصليين، وقد اختير اسم "أُوموآمُوا" لأنه يعني "المستكشف القادم من مكان بعيد"، في تعبير دقيق عن طبيعة هذا "الجسم البين نجمي" المكتشف.

وكان العلماء قد صنفوا "أُوموآمُوا" في البداية كمذنب قادم من نظام نجمي آخر، مثل مذنبي " تو-آي بوريسوف" و"ثري-آي أطلس"، لكنهم اكتشفوا أنه ليس غنيا بجليد الماء أو المواد العضوية والكربونية المعتادة في المذنبات، كما أنه لم يكن كرة مضغوطة كما هو الحال في معظم الكويكبات، بل كان ممدودا ورفيعا في شكل يشبه السيجار.

مصدر الصورة هذه النوعية من الأجرام السماوية حلت علينا ضيوفا قادمة من نظم نجمية بعيدة (شترستوك)

أصل أُوموآمُوا

وفي محاولة للبحث عن "الأصل الشرعي" لهذا الجسم المجهول الهوية، رجحت دراسة قادها ستيف ديش وزميله ألان جاكسون من جامعة ولاية أريزونا الأميركية، أن يكون "أُوموآمُوا" مجرد شظية من سطح كوكب قزم شبيه ببلوتو في نظام نجمي آخر، واستند الباحثان في تفسيرهما إلى معطيات تشير إلى أن الجسم يتكون تقريبا بالكامل من جليد نيتروجين نقي.

إعلان

وتعود أصول هذا التفسير الذي قدمه ديش ورفيقه في مؤتمر "التقدم في فهم مهمة بلوتو: 10 سنوات بعد المرور القريب" الذي أقيم مؤخرا في ماريلاند بأميركا، إلى عام 2015 عندما أظهرت مركبة "نيو هورايزونز" أن سطح بلوتو مغطى إلى حد كبير بجليد النيتروجين، مع وجود جليد ماء في طبقاته الأعمق كنوع من "الأساس الصلب".

تم استدعاء هذا الاكتشاف ليخلص الباحثان إلى نتيجة مؤداها أنه "بما أن أُوموآمُوا يتكون من جليد نيتروجين نقي، فهذا يشير بقوة إلى أنه جزء مقطوع من القشرة السطحية لكوكب قزم شبيه ببلوتو في نظام نجمي آخر، بدلا من أن يكون مذنبا أو كويكبا تقليديا".

كيف وصل "أُوموآمُوا" لمجموعتنا الشمسية؟

وتشير محاكاة أجراها الباحثان إلى أن هذا الجسم ربما ناتج عن تصادمات بين كواكب قزمة شابة في أنظمة نجمية أخرى، وأدت هذه التصادمات إلى تقشير الطبقة الخارجية من جليد النيتروجين على الكواكب الشبيهة ببلوتو، وألقيت الشظايا في الفضاء، لتطوف لملايين السنين قبل أن تصل إلى مجموعتنا الشمسية.

كما أظهرت تقديراتهم أن "أُوموآمُوا" صغير نسبيا مقارنة بالمذنبات العادية، إذ يبلغ طوله نحو 100 متر فقط، وأنه فقد أكثر من 90% من كتلته الأصلية بسبب تبخر النيتروجين عند اقترابه من الشمس، مما ساعد العلماء على رصده بسهولة بسبب سطوع جليد النيتروجين مقارنة بجليد الماء.

ويرجح ستيف ديش، في تصريحات نشرها موقع "ذا سبيس دوت كوم "، أن يكون هناك انتشار أكثر مما كان يُعتقد سابقا لمثل هذه الأجسام بين النجمية، وأن يكون اكتشاف "أُوموآمُوا" بمثابة فرصة لفهم تركيب الكواكب القزمة البعيدة، مثل بلوتو، وبيئة نشأتها وطبيعة المواد المتبقية من تكوينها.

وقال إن: التلسكوبات الحديثة مثل "أطلس" و"فيرا رووبن أوبزيرفاتوري"، ستتيح اكتشاف المزيد من هؤلاء الزوار الغرباء في المستقبل.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار