أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن موقف دولة الإمارات من السودان ومن قضايا المنطقة يستند إلى قراءة استراتيجية هادئة، تضع الاستقرار الإقليمي ومصلحة الشعوب في مقدمة الأولويات، بعيداً عن السجال الإعلامي وحملات التشكيك التي تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة.
وقال قرقاش إن السياسة الخارجية الإماراتية شهدت منذ عام 2018 تحولاً واضحاً، تمثل في إنهاء الدور العسكري المباشر في اليمن بعد مساهمة إماراتية محورية في مراحل مفصلية، والانتقال إلى مقاربة جيو-اقتصادية تركز على تعزيز التنافسية الاقتصادية، والانفتاح الاستثماري، وترسيخ الاستقرار، وهي أولويات تعززت بعد جائحة كوفيد-19.
وأشار قرقاش إلى أن هذه المعادلة اختُبرت بقسوة عقب السابع من أكتوبر، مع اندلاع الحرب في غزة وما تبعها من تطورات إقليمية، لافتاً إلى أن الإمارات لعبت دوراً محورياً في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وكانت في الوقت ذاته أكبر داعم إنساني للشعب الفلسطيني في غزة.
وفيما يتعلق بالسودان، قال قرقاش إن الإمارات تابعت بقلق بالغ تطورات الأوضاع منذ الانقلاب على الحكم المدني الانتقالي في عام 2021، والذي اعتبره جرس إنذار مبكراً تجاهله المجتمع الدولي. وأضاف أن الدولة بذلت خلال تلك المرحلة جهوداً لتقريب وجهات النظر بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، في محاولة لتفادي الانفجار العسكري.
وأشار إلى أن بيان الرباعية الصادر في سبتمبر 2025، والذي ضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، شكل المبادرة الأكثر جدية للخروج من الحرب، من خلال مقترح شامل يتضمن هدنة إنسانية، وضمان إيصال المساعدات، ومساراً تفاوضياً يقود إلى انتقال مدني ضمن إطار زمني محدد، معتبراً أن رفض هذه الخريطة عكس استمرار أوهام العودة إلى الحكم العسكري.
وختم بالقول إن الحرب في السودان لن تُحسم عسكرياً، وإن الخاسر الوحيد هو الشعب السوداني، مؤكداً أن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة يبدأ بوقف إطلاق النار، والعودة إلى مسار سياسي يقود إلى حكم مدني، ومصالحة وطنية قائمة على العدالة والمحاسبة، تمهيداً لإعادة الإعمار واستعادة السودان لمكانته.
المصدر:
الراكوبة