أعلنت الإمارات عن تخصيص ميزانية بمليوني دولار لدعم الاستجابة الطارئة للوضع الإنساني في السودان، في مبادرة جديدة تنضاف إلى العديد من المبادرات الإماراتية والمساعدات العابرة للحدود، ضمن مساعيها للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في البلد الذي أعادته الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين سنوات إلى الوراء.
ووقعت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، اتفاقية تعاون، مع الهيئة الطبية الدولية “المملكة المتحدة”، بهدف دعم تقديم خدمات الرعاية الصحية بالمناطق الأكثر تضرراً من تصاعد أعمال العنف بما يشمل تعزيز التدخلات الطبية المنقذة للحياة، مما يؤكد أن الدعم الإماراتي يستهدف العمق الإنساني المتضرر مباشرة.
وقال الدكتور طارق أحمد العامري، رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، “استدعى التصعيد الأخير في السودان تدخلا طبيا عاجلا، في ظل ما أسفر عنه من نزوح أكثر من 450 ألف شخص غالبيتهم من الأسر التي تعيلها النساء، إلى جانب الأطفال غير المصحوبين بذويهم والناجين من أعمال العنف”، وفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وتابع أن “هذه الاتفاقية تأتي امتدادا للجهود المتواصلة لدولة الإمارات نحو تحسين الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، إذ قدمت الدولة قرابة 784 مليون دولار منذ اندلاع النزاع قبل عامين ونصف العام دعما للشعب السوداني، بالتنسيق مع الشركاء الدوليين والمنظمات الإنسانية ذات العلاقة لضمان وصول الخدمات الضرورية إلى المدنيين المتضررين من تداعيات هذا النزاع”.
ورغم الحملات الممنهجة والمزاعم الزائفة التي أطلقها فريق عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني بمحاولة ربط اسم الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما دحضته أبوظبي بالأدلة الدامغة، إلا أن الوقائع على الأرض ترسم صورة مغايرة تماماً، حيث كانت الدولة الخليجية الثرية من أوائل الدول التي سيرت جسوراً جوية وبحرية فور اندلاع النزاع، ولم تفرق في مساعداتها بين منطقة وأخرى، بل شملت مراكز النازحين واللاجئين في الداخل وفي دول الجوار.
وحرصت الإمارات على أن تتدفق جميع المساعدات الإماراتية بالتنسيق مع المنظمات الأممية والدولية (مثل الصليب الأحمر، منظمة الصحة العالمية، والهيئة الطبية الدولية)، مما يدحض أي مزاعم حول استخدام الدعم الإنساني كغطاء لأي نشاط آخر.
وتترفع الدبلوماسية الإنسانية الإماراتية عن الانجرار إلى السجالات السياسية مع مسؤولي بورتسودان، معتبرة أن معاناة 25 مليون سوداني يواجهون الجوع والأمراض هي الأولوية القصوى التي تفوق أي اعتبارات سياسية ضيقة.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان وقفت أبوظبي على نفس المسافة الفاصلة بين طرفي الصراع وبذلت جهودا على مدار الساعة للتهدئة والإقناع بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، في إطار دبلوماسية هادئة تضع في صدارة أولوياتها تصفير الأزمات وإرساء السلام.
ولا تكتفي الإمارات بتقديم الطرود الغذائية، بل تتبنى مقاربة شاملة لإدارة الكوارث، تظهر جلياً في السودان وغيره، حيث أنشأت مستشفيات ميدانية متكاملة في دول الجوار (مثل تشاد) لاستقبال اللاجئين السودانيين الفاررين من جحيم الحرب، مزودة بأحدث التجهيزات الطبية وغرف العمليات.
وعبر جسور جوية بلغت مئات الطائرات، نقلت الإمارات آلاف الأطنان من المواد الإغاثية والطبية، مساهمة في منع انهيار القطاع الصحي في المناطق المتاخمة للنزاع.
وتعد أبوظبي من أكبر المانحين للصناديق الإنسانية التابعة للأمم المتحدة المخصصة للسودان، حيث قدمت التزامات مالية بمئات الملايين من الدولارات في مؤتمرات المانحين الدولية (باريس وغيرها).
ولا يعد ما تقدمه أبوظبي للسودان مجرد هبات، بل هو وفاء لنموذج العطاء الذي أرساه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. كما يثبت نجاح وكالة الإمارات للمساعدات الدولية في عقد شراكات مع جهات عريقة مثل الهيئة الطبية الدولية البريطانية، ثقة المجتمع الدولي في النزاهة والاحترافية الإماراتية، ويؤكد أن “صوت الإنسانية” في أبوظبي سيبقى دائماً أعلى من “ضجيج الاتهامات” الزائفة.
Middle East Online
المصدر:
الراكوبة