عضو بنقابة أطباء السودان: 102 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في الجزيرة وحالتان بالخرطوم

كشفت عضو نقابة أطباء السودان، الطبيبة أديبة إبراهيم، عن رصد 102 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في ولاية الجزيرة، إلى جانب تسجيل حالتين في مستشفيات العاصمة الخرطوم، وسط تزايد يومي للحالات.

وقالت إبراهيم، في تصريح لـ(التغيير)، إن ظهور التهاب الكبد الوبائي يأتي في وقت تشهد فيه ولايتا الجزيرة والخرطوم ارتفاعًا في حالات الملاريا، فيما لا تزال حمى الضنك موجودة لكنها انحسرت بشكل طفيف، إضافة إلى تسجيل بعض حالات الكوليرا رغم انحسارها نسبيًا خلال الفترة الأخيرة، محذّرة من أن تزامن هذه الأوبئة يشكّل خطرًا كبيرًا على صحة المواطنين.

وأرجعت الطبيبة تفشي هذه الأمراض إلى تردي الوضع البيئي، المتمثل في تراكم النفايات، وانتشار الحشائش والأشجار، ووجود البرك والمياه الراكدة، معتبرةً أن هذه العوامل توفّر بيئة خصبة لانتشار الفيروسات والبكتيريا والطفيليات، بما في ذلك الفيروسات الكبدية.

وأوضحت أن التهاب الكبد الوبائي يُعد من أخطر الأمراض التي تصيب الكبد نتيجة العدوى بأحد الفيروسات الكبدية، وأشهرها فيروسات A وB وC وD وE، مشيرةً إلى اختلاف طرق انتقال العدوى وحدّتها ووسائل الوقاية من كل نوع.

وبيّنت أن بعض أنواع التهاب الكبد الوبائي تنتقل عبر الطعام والمياه الملوثة، فيما ينتقل بعضها الآخر عبر الدم والسوائل الجسدية، مؤكدةً أن المرض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، تشمل تليّف الكبد السريع أو الإصابة بسرطان الكبد، خاصة في حال عدم التشخيص والعلاج المبكر.

وشدّدت أديبة إبراهيم على أهمية التطعيم وتحسين النظافة الصحية، وضمان سلامة نقل الدم، وتجنّب ملامسة السوائل الجسدية الملوثة، إلى جانب توفير العلاج الدوائي والرعاية الصحية العاجلة للحالات المصابة.

ودعت إلى اتخاذ إجراءات فورية وعاجلة للحد من انتشار المرض، تشمل تحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وتكثيف حملات التوعية الصحية، وتسريع حملات إصحاح البيئة عبر المحليات، والإسراع في توفير اللقاحات دون تأخير، خاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة.

كما طالبت بتعزيز قدرات المستشفيات والمراكز الصحية، وتفعيل التنسيق بين وزارة الصحة والجهات ذات الصلة، محذّرة من خطر تمدد الوباء إلى ولايات أخرى في حال غياب الاستجابة السريعة.

وأكدت عضو نقابة أطباء السودان ضرورة إنشاء غرفة طوارئ صحية عاجلة، وتفعيل الجهد الشعبي، معتبرةً أن استمرار الحرب هو السبب المباشر في تدهور وانهيار الوضع الصحي، ومشددةً على أن وقفها يُعد خطوة أساسية للحد من تفشي الأوبئة وحماية صحة المواطنين.