تلقى قطاع الطيران السوداني الذي أنهكته الحرب ضربة جديدة بعد أن أعلن أحد القراصنة الإلكترونيين تمكنه من اختراق أنظمة شركة بدر للطيران وتسريب وثائق داخلية حساسة. وكشف تقرير نشرته منصة سايبرنيوز أن المخترق عرض ما قال إنها بيانات سرية للشركة على أحد منتديات الجرائم الإلكترونية، مدعيًا امتلاكه أكثر من 2.21 جيجابايت من الملفات تشمل كتيبات تشغيلية ومواد فنية وأمنية تعود للفترة ما بين يونيو ويوليو من هذا العام، ويعرضها للبيع مقابل عملات مشفرة.
وتشير المعلومات التي نشرها المهاجم إلى أن الوثائق تشمل كتيبات إدارة الرحلات الجوية التي تحتوي على تفاصيل السياسات التشغيلية وآليات تدريب الطيارين والإجراءات الفنية الخاصة بطائرات بوينغ 737 ، إضافة إلى دليل برنامج الأمن الداخلي الذي يتضمن معلومات تعتبر بالغة الحساسية حول بنية النظام الأمني للشركة وآليات الاستجابة للتهديدات. كما تتضمن البيانات المسربة دليل نظام إدارة السلامة الذي يستعرض الهيكل التنظيمي للسلامة ومهام الإشراف التنفيذي، إلى جانب قوائم الحد الأدنى من المعدات التي تكشف بيانات الأسطول وأرقام الطائرات المسلسلة. وتشمل المواد أيضًا كتيبات المناولة الأرضية وإجراءات التشغيل القياسية للطائرات، إضافة إلى معلومات كاملة عن موظفي محطة الشركة في كيغالي برواندا بما في ذلك الأسماء وبيانات التواصل.
ولإثبات صحة مزاعمه، أرفق المهاجم عينة من الملفات وصورة لشاشة مأخوذة من دليل إدارة الرحلات الجوية، إلا أنه لا يزال من غير الواضح إن كان يمتلك بالفعل كل الوثائق التي تحدث عنها. ويحذر خبراء سايبرنيوز من مخاطر كبيرة في حال ثبوت صحة التسريب، بما في ذلك إمكانية زيادة هجمات الهندسة الاجتماعية، واستغلال المعلومات التشغيلية الحساسة في محاولات ابتزاز يمكن أن تؤثر مباشرة على سير العمل داخل الشركة.
وحاولت منصة سايبرنيوز الحصول على تعليق رسمي من شركة بدر للطيران، غير أنها لم تتلق أي رد حتى لحظة نشر التقرير. وتُعد شركة بدر واحدة من قليل من الشركات التي ما تزال قادرة على تسيير رحلات جوية داخلية وخارجية رغم الانهيار الكبير الذي أصاب البنية التحتية للطيران المدني في السودان منذ اندلاع الحرب. وتأسست الشركة عام 2004 وتتخذ من الخرطوم مقرًا لها، وتقدم خدمات نقل الركاب والبضائع والرحلات الخاصة، وتبلغ إيراداتها السنوية نحو 56 مليون دولار وتربط السودان بعدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويأتي هذا الهجوم في وقت تعصف فيه موجة من الاختراقات بقطاع الطيران عالميًا، إذ تعرضت شركة إيبيريا الإسبانية في الشهر الماضي لهجوم إلكتروني من مجموعة إيفرست رانسوموير المرتبطة بروسيا والتي زعمت حصولها على بيانات حساسة لعملاء الشركة وإمكانية الوصول الطويل الأمد إلى أنظمة الحجز. كما واجهت شركة كولينز إيروسبيس العملاقة هجومًا إلكترونيًا أدى إلى تعطيل الأنظمة المستخدمة في تسجيل الوصول والصعود إلى الطائرة في عدد من المطارات الأوروبية، قبل أن تنشر جماعة القراصنة 23 جيجابايت من البيانات المنسوبة إليها على الإنترنت المظلم.
المصدر:
الراكوبة