حذرت وزيرة الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية، سُلَيمى إسحق من أن العنف الجنسي في البلاد غير مسبوق، لا سيما في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور.
وكشفت وزيرة الدولة في تصريحات للعربية/للحدث، الاثنين، عن توثيق عشرات من حالات العنف الجنسي والانتهاكات الجسيمة التي تعرّضت لها النساء في الفاشر ومناطق أخرى بدارفور.
كما أكدت أن “الأرقام المعلنة لا تمثل سوى جزء يسير من الحجم الحقيقي للانتهاكات بسبب صعوبة الوصول وانهيار الخدمات في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع”.
وقالت إن عدداً من ضحايا العنف الجنسي تعرضن لتعذيب وانتهاكات جنسية قبل قتلهن، مشيرة إلى أن معظمهن من النساء الناشطات مجتمعياً وممن جرى استهدافهن بالاسم.
إلى ذلك، أوضحت إسحق أن الانتهاكات شملت تفتيشاً مهيناً في المناطق الحساسة للنساء أثناء خروجهن من الفاشر عبر طريق طويلة في ممارسات وصفتها بأنها ممنهجة ومتكررة على نحو يشبه ما جرى في مدينة الجنينة.
كما أكدت وجود حالات اختطاف لنساء وفتيات، بعضها استخدم في عمليات فدية، بينما لا تزال حالات أخرى مجهولة المصير. وأضافت أن العنف الجنسي بات مرتبطاً أيضاً بعمليات الاختطاف والاتجار بالنساء في بعض المناطق.
وأشارت إلى أن وزارتها تعمل مع مفوضية حقوق الإنسان وجهات أممية في تبادل التقارير وتقديم الدعم للناجيات، إلى جانب تدريب كوادر مجتمعية على التوثيق في ظل صعوبة التوثيق القانوني خلال الحرب. وشددت على أهمية الأركان السرية داخل المستشفيات لاستقبال الناجيات وضمان السرية وسرعة العلاج.
كذلك لفتت إسحق إلى أن التوثيق في مناطق سيطرة الدعم السريع يعرض الكوادر الصحية للخطر، مؤكدة أن الأولوية هي إنقاذ الضحايا ومعالجتهن قبل تدوين التفاصيل القانونية.
وختمت الوزيرة تصريحاتها بالتأكيد على أن العنف الجنسي المستخدم في الحرب غير مسبوق في السودان، وأنه يرتبط في بعض المناطق بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي. وشددت على أن معظم الحقائق الكاملة لن تظهر إلا بعد توقف القتال وإمكانية الوصول الكامل للمناطق المنكوبة.
المصدر:
الراكوبة