آخر الأخبار

كيف تتحوّل النساء إلى غنائم حرب في السودان؟

شارك

في الأسبوع الماضي، أكّدت شبكة أطباء السودان وقوع 32 حالة اغتصاب خلال أسبوع واحد فقط، شملت فتيات جرى اقتيادهنّ قسرا من الفاشر إلى بلدة “طويلة” بعد سيطرة قوات الدعم السريع (RSF) على المدينة.

وأثناء بحثي في ملف العنف ضد النساء خلال حرب السودان المستمرة منذ عامين، أوقفتني جملة واحدة وردت في وثيقة تابعة للأمم المتحدة، تقول: “ارتكبت قوات الدعم السريع، خلال حصار الفاشر والمناطق المحيطة بها، جرائم عديدة ضد الإنسانية، من بينها القتل، والتعذيب، والاسترقاق، والاغتصاب، والاستعباد الجنسي”.

في عام 2025؟

للتحقّق من هذه التقارير، تحدّثتُ إلى سليمى إسحق، وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية في السودان. قالت إن الشهر الأول من الحرب، التي اندلعت في أبريل 2023، سجلت ارتفاعا حادا في حالات الاختطاف.

وأضافت: “لدينا 34 ناجية تم توثيق حالاتهن. احتُجزن في ظروف قاسية للغاية. صحتهنّ النفسية والجسدية والعاطفية دُمّرت. كثيرات تعرّضن لعمليات اغتصاب متكررة. وتم إنقاذهنّ لاحقا من مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الخرطوم. هذا استعباد جنسي منظّم. ويُستخدم كسلاح حرب”.

وقالت هالة الكارب، المديرة الإقليمية للمبادرة الاستراتيجية للنساء في القرن الأفريقي: “استرقاق النساء ليس ظاهرة جديدة في السودان. حدث ذلك من قبل. لكنه يحدث الآن على نطاق أوسع بكثير، وقد انتقل من هامش السودان إلى مركزه، إلى أماكن مثل الخرطوم والجزيرة”.

وبحسب هالة، فإن قوات الدعم السريع هي الجهة الرئيسية وراء هذه الممارسات. ترددت قبل أن أطرح عليها سؤالا أكثر مباشرة: هل يتم بيع النساء؟

أجابت: “في الأشهر الأولى من الحرب، تلقّينا شهادات من شهود عيان من شمال دارفور تفيد بحدوث اتجار بالنساء. في مايو ويونيو، شاهد الناس قوافل تنقل نساءً من الخرطوم إلى دارفور. ثم سمعنا أن هؤلاء النساء تمّ بيعهنّ عبر الحدود”.

حتى الآن، لم يُعثر على أي ناجية من عمليات الاتجار العابرة للحدود، ولم تُجرَ مقابلة مع أي منهنّ. لكن الشهادات تتواصل.

ويُذكر موقع واحد مرارا في تلك الشهادات: خور جهنم، الذي يُقال إنه يُستخدم لبيع النساء في دارفور.

وجدت أن كل مصدر، وكل مقابلة، وكل تقرير، يقود إلى الحقيقة ذاتها: الاستعباد الجنسي يحدث بالفعل. ولا أحد يُحاسب.

وقالت الخبيرة الدولية في حقوق الإنسان تاتيانا كوتليارينكو لـ”الحرّة”: “فشل المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حاسم يوجّه رسالة خطيرة. إنه يقول للمرتكبين إنهم قادرون على ارتكاب الفظائع بحق النساء والفتيات من دون عقاب”.

ولفهم سبب أهمية المساءلة، تحدّثتُ إلى مزن حسن، ناشطة نسوية ومؤسِّسة منظمة “نظرة”. قالت: “لا يمكن أن يكون هناك تعافٍ جماعي للمجتمع السوداني من دون مساءلة عن الأثر الذي خلّفته هذه الحرب على أكثر فئاته هشاشة”.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا