آخر الأخبار

توم فليتشر: الانتهاكات في السودان مستمرة والمساعدات لا تكفي لإنقاذ المدنيين

شارك

عقد توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية وإغاثة الطوارئ بالأمم المتحدة، مؤتمراً صحافياً افتراضياً من السودان للحديث عن الوضع الإنساني في دارفور. وأوضح فليتشر أنه أمضى أسبوعاً في زيارة ميدانية لتقييم المخاطر التي يواجهها المدنيون، وتأمين وصول إنساني للمجتمعات الأكثر تضرراً، ومطالبة المجتمع الدولي بتحرك عاجل.

وأشار إلى أن زيارته شملت مناطق متعددة، من بينها بورسودان، العدوة، وطويلة، مشيداً بجهود فرق الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية، واصفاً عملهم بالاستثنائي في هذه الظروف الصعبة.

وذكر فليتشر أن هناك زيادة في عدد الموظفين الأمميين في دارفور، حيث وصل العدد إلى 28 موظفاً، وهم مزيج من المحليين والدوليين، لضمان التغطية الميدانية وتقديم المساعدات في المناطق التي لم يكن الوصول إليها متاحاً سابقاً.

وحول مفاوضاته مع قوات الدعم السريع، أكد فليتشر أنه طالب بتأمين حماية المدنيين وضمان مرور آمن للقوافل الإنسانية، مشدداً على ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات، معتبراً أن أي هجمات متعمدة على المدنيين يجب أن تتوقف وأن الجناة يجب أن يواجهوا العدالة.

وأشار إلى حجم الاحتياجات الإنسانية في السودان، موضحاً أن نحو ثلثي السكان بحاجة إلى المساعدات، وأن التمويل الحالي للمفوضية لا يغطي سوى 32٪ من الاحتياجات البالغة أربعة مليارات دولار لعام 2025. ولفت إلى أن نحو ثلث الوافدين إلى الفاشر يعانون من سوء التغذية، فيما يعاني 15٪ من الأطفال دون الخامسة من أشد أشكال سوء التغذية.

وقال فليتشر رداً على سؤال حول أهمية المساعدات الإنسانية في ظل استمرار النزاع: “إن المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي لإنقاذ المدنيين، لكنها ضرورية لإنقاذ الأرواح أثناء استمرار النزاع”. وأضاف أن العمل الإنساني يجب أن يتم بشكل محايد ومستقل، دون أي مرافقة عسكرية. وأوضح أن الاتفاقيات مع “الدعم السريع” تعني الحصول على وصول غير مقيد إلى المحتاجين وضمان مرور آمن للقوافل الإنسانية، مع التأكيد على أن المساعدات يجب أن تصل إلى المحتاجين دون تهديدات من أي طرف.

ودعا منسق الشؤون الإنسانية إلى ضرورة وجود ضغط دولي مستمر من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لضمان حماية المدنيين وفتح المجال الإنساني، موضحاً أن الأمم المتحدة تعمل على توثيق الانتهاكات وشهادات الناجين لتسليط الضوء على حجم الأزمة. كما حذر فليتشر من زيادة تدفق الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة لأنها تؤدي إلى تفاقم الأزمة، مؤكداً أن هناك حاجة للمساءلة عن إطلاق النار وتزويد الأطراف بالأسلحة، لكنه أضاف أن اقتراح العقوبات يقع خارج نطاق عمله الإنساني المباشر.

وحول سلامة فرق الأمم المتحدة التي تشمل موظفين دوليين ومحليين على حد سواء، أشار إلى أن كثيرين منهم هم من النازحين داخلياً ويعرفون ظروف النزاع عن قرب، ويعملون على ضمان وصول المساعدات حيث الحاجة. وأشار إلى أن واحداً من كل خمسة قتلى في الفاشر طفل، وأنه من الصعب الحصول على أرقام دقيقة للقتلى والجرحى بسبب الفوضى في مناطق النزاع، مستشهداً بالشهادات المباشرة للأشخاص الناجين والأدلة المتاحة عبر الأقمار الصناعية.

وأكد فليتشر أن الأمم المتحدة ستستمر في تقديم المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح في ظل الصعوبات القائمة، مع استمرار الدعوة لضغط دولي أكبر لوقف النزاع وتأمين حماية المدنيين.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا