تقرير : امين رمضان
سلط ما حدث بمدينة الفاشر من فظائع وانتهاكات مروعة لحقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني على المدنيين عقب السيطرة عليها من قبل قوات الدعم السريع الضوء اكثر على الاثار الاجتماعية والاقتصادية والمستقبلية والنفسية الخطيرة على الشباب اكثر الفئات تضررا
وقالت الناشطة الحقوقية د. ضواء الحسين من سكان “مدينة الفاشر ان السودان يمر بواحدة من أحلك لحظاتها التاريخية، حيث يعيش الشباب من الجنسين في السودان تحت وطأة حربٍ أنهكت أجسادهم وأرواحهم، وحرمتهم من أبسط حقوقهم في التعليم والأمان والحياة الكريمة وإن ما يجري اليوم لا يهدد حاضرهم فحسب، بل يهدد مستقبل السودان بأكمله،مشيرة الي انه في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو الاستثمار في العقول الشابة، وبناء مراكز الأبحاث والابتكار، وتمكين الأجيال الجديدة بالعلم والمعرفة لتكون قوةً للمستقبل، نجد شباب السودان يعيشون واقعاً مغايراً تماماً – واقعاً من الحرمان والخوف، حيث تتوقف أحلامهم عند حدود النجاة والبقاء.
الاستقطاب والتجنيد القسري
وأوضحت د. ضواء الحسين في مقابلة مع برنامج قضايا الشباب في راديو دبنقا ان كثير من الشباب السوداني اليوم معرضون للتجنيد القسري والاستقطاب في معسكرات التعبئة، ويُدفعون إلى التضحية بحياتهم من أجل قضايا لا تخدم مستقبلهم، ولا مستقبل السودان، ولا الإنسانية جمعاء. وإنهم يُقتلون قبل أن تتاح لهم فرصة الحياة، ويُحرمون من التعليم قبل أن يعرفوا طعم المعرفة.
ووجهت أضواء الحسين نداء للجهات المعنية التي قراراً أو سلاحاً أو تأثيراً بضرورة إيقاف هذا النزيف قائلة “لقد آن الأوان لأن يُغلب صوت السلام على صوت السلاح، وأن يُمنح الشباب فرصةً جديدة للحياة والتعلم والبناء”.وأضافت ان ثلاث سنواتٍ من المعاناة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل كانت كافية لتدمير مدن وتشريد أسر وتحطيم أحلام جيل كامل، مستدركة الي ان الأمل ما يزال قائماً إن اخترنا السلام طريقاً، والمسؤولية نهجاً، والإرادة الوطنية بوصلتنا. مضيفة “فلننهِ هذه المأساة، ولنبدأ معاً رحلة إنقاذ السودان – من أجل شبابه، وأطفاله، وكل فئاته التي تستحق الحياة”.
انتهاكات جسيمة تم رصدها في الفاشر:
من جهتها أعربت عضوة الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية هناء التجاني عن بالغ قلقها وإدانتها الشديدة للانتهاكات المروّعة التي شهدتها مدينة الفاشر عقب إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة في أكتوبر، بعد حصار دام قرابة عامين.
وقالت هناء في مقابلة مع برنامج قضايا الشباب في راديو دبنقا إن سيطرة قوات الدعم السريع أعقبها “انفجار غير مسبوق للعنف والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين”، مشيرةً إلى أن مراقبي الشبكة وثّقوا على الأرض “وقوع عمليات قتل جماعي لمئات المدنيين، بجانب إعدام عشرات المرضى والكوادر الطبية داخل المستشفى السعودي، الذي كان آخر مرفق صحي يعمل في المدينة”.
وأضافت أن قوات الدعم السريع “استهدفت الأطباء والعاملين الصحيين داخل المستشفيات، ونفّذت عمليات اقتحام واسعة للمنازل والمساجد، إلى جانب حالات اغتصاب جماعي موثقة”، مؤكدةً أن هذه الأفعال تشكل “نمطاً ممنهجاً من القتل الجماعي والتطهير العرقي ضد المجتمعات غير العربية في المدينة”.
وأشارت هناء إلى أن صور الأقمار الصناعية التي حللها مختبر جامعة ييل للبحوث الإنسانية “أظهرت تجمعات لأجسام بشرية وبقعاً داكنة يرجح أنها دماء حول مستشفى الأطفال والمستشفى السعودي”، مما يؤكد وقوع عمليات إعدام حديثة على نطاق واسع.
دبنقا
المصدر:
الراكوبة