كشف سودانيون في إثيوبيا عن مواجهة تحديات إنسانية ومعيشية كبيرة وتعقيدات متعلقة بالإقامة وتجديد التأشيرات.
واستقبلت إثيوبيا أكثر من 100 ألف سوداني منذ بدء النزاع، ووفرت السلطات هناك المساعدة في بعض الأحيان، لكنها تفرض رسومًا توصف بالقاسية لتجديد التأشيرات شهريًا بمبلغ قدره 100 دولار، وفرض غرامات 300 دولار حال تأخر التجديد عن كل شهر.
وانتقد سودانيون في حديث لـ”سودان تربيون” عدم قيام قادة التحالفات المدنية والسياسية بأي أدوار حاسمة تجاه أزمات السودانيين في المهاجر، بما في ذلك إثيوبيا.
وأشاروا إلى ضعف دورها، حيث زار قادة من ائتلاف “صمود” العاصمة الإثيوبية الأسبوع الماضي، لكنهم تجاهلوا محنة المهاجرين السودانيين، ولم يلتقوهم للتعرف على أوضاعهم، أو نقل مخاوفهم خلال اجتماعاتهم مع البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والإقليمية، أو تقديم تنوير حول خططهم ورؤيتهم تجاه القضايا المختلفة.
مصالح ذاتية
وأكد (أ.ك)، وهو سوداني عالق في إثيوبيا، أن التحالفات التي تدّعي خدمة المواطنين السودانيين ليست سوى واجهات سياسية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة تحت ستار خدمة الشعب السوداني.
وقال إن الحكومة المنشغلة بالحرب لا تقوم بأي دور تجاه العالقين والنازحين واللاجئين، مما يضع مسؤوليتهم على عاتق التحالفات.
وأوضح أن قادة تحالف “صمود” الزائرين للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لم يناقشوا أو يلتقوا بالمهاجرين السودانيين للاطلاع على التحديات التي يواجهونها.
واقع مزرٍ
وقالت (س.م)، إحدى العالقات اللائي لجأن إلى إثيوبيا لـ”سودان تربيون”، إن الواقع الذي يواجه السودانيين والسودانيات بسبب اللجوء كان كارثيًا.
وأفادت بأن الإحصائيات تشير إلى وجود حوالي 100 ألف من السودانيين من الجنسين في إثيوبيا.
وأوضحت أن تجديد تأشيرات الدخول الشهرية بات إجراء في غاية الصعوبة والإرهاق في ظل ظروف الحرب، وفقدان الدخل، وقلة الموارد، وهو ما يزيد تعقيد الحياة، ويعد مرهقًا ومكلفًا وفق الظروف التي يمر بها السودانيون من استمرار الحرب.
ودعت الحكومة الإثيوبية للتدخل كما فعلت سابقًا بإعفاء السودانيين لتسعة أشهر.
وشددت العالقة (س) على واجب التحالفات السياسية والمدنية إزاء إيلاء هذا الأمر أهمية بالغة، ومناقشة تلك القضايا مع أهل الشأن وأصحاب المصلحة لنقل معاناتهم والتعرف عليها من واقع التجارب اليومية والمستمرة.
وأضافت أنه لا بد من قرارات إنسانية تتماشى مع معاناة السودانيين، وخاصة ما يتعلق بواقع تجديد التأشيرات، وهو أمر مستمر مع استمرار الحرب وقبحها وسوء واقعها وآثارها.
أدوار مفقودة
ووجه اللاجئون السودانيون انتقادات لدور السفارة وفشلها وتقصيرها في معالجة مشاكلهم الجوهرية المتعلقة بالإجراءات الخاصة بتمديد التأشيرات والرسوم الباهظة.
وأشاروا في حديث لـ”سودان تربيون” إلى صعوبة التواصل مع السفارة، بجانب إهمال موظفيها للمتابعة الميدانية لأوضاعهم.
وبجانب غياب الدعم الإنساني المباشر، يقول الرعايا إن السفارة لا تتفاعل مع الأوضاع الكارثية التي تشمل نقص الغذاء والدواء.
وقبل يومين، كاد أحد السودانيين في أديس أبابا أن يفقد حياته بسبب نقص حاد في الدم، ولم تقدم له السفارة العون، لكن مجموعة من تجمع السودانيين نجحت في جمع مبلغ مالي لعلاجه، وساعد في ذلك عدد من الخيرين الإثيوبيين.
وقال العالقون إن السفارة التي يعمل بها عدد مهول من الموظفين لا تقوم بأي دور تجاههم.
المصدر:
الراكوبة