آخر الأخبار

وزير سابق: زيارة البرهان إلى روسيا ستثير قلق أمريكا ودول أوروبية

شارك

تقرير: سليمان سري
اختتمت الأربعاء بالعاصمة الروسية موسكو فعاليات اللجنة الفنية للدورة الثامنة للجنة الوزارية السودانية الروسية المشتركة، بمشاركة ممثلين من وزارات المالية والبنى التحتية والنقل والتعليم العالي والبحث العلمي والطاقة وبنك السودان المركزي، ونظرائهم من الجانب الروسي.

وأكد الوزير الروسي إد أن التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بنسبة 92% مؤخراً كنتيجة مباشرة للحراك في العلاقات الاقتصادية.

ووقع الطرفان اليوم على بروتوكول التعاون الاقتصادي والتجاري، إضافة إلى مذكرتي تفاهم في مجالي النقل والبنية التحتية والمصارف والبنوك. كما أبدى الجانب الروسي استعداده لتقديم كافة التسهيلات للقطاعين العام والخاص للاستثمار في السودان خلال مرحلة ما بعد الحرب،

وخلصت الاجتماعات الفنية إلى خطط في مجالات الطاقة والنفط والمعادن والنقل والبنية التحتية، حيث أكد الطرفان أهمية فتح أبواب الاستثمار أمام الجانب الروسي وفق رؤية واضحة تستفيد من الإمكانات والخبرات الروسية.

ويرأس الجانب السوداني في هذه الاجتماعات وزير المعادن، فيما يرأس الجانب الروسي وزير التعاون الفني والاقتصادي.

وقال وزير الخارجية الأسبق السفير د.علي يوسف لـ”راديو دبنقا” أن هذه الاجتماعات تأتي بعد أن جرى التحضير لها إبان زيارة وزير الخارجية السوداني الأسبق إلى موسكو في شهر أبريل الماضي، حيث تم الاتفاق حينها على عقد اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين لبحث أوجه التعاون في شتى المجالات، وأضاف: إن المشاورات الثنائية استمرت إلى أن تم تحديد عضوية اللجنة والاتفاق على عقد اجتماعاتها في موسكو.

وأوضح يوسف أن هذه اللجنة تعتبر من اللجان المهمة التي تمثل خطوة إيجابية في مسار العلاقات السودانية الروسية، خصوصًا وأن انعقادها يأتي في ظرف بالغ التعقيد، مع استمرار الحرب في السودان.

إمداد بالسلاح

وأكد أن الجيش السوداني يمسك بزمام المبادرة ميدانيًا ويسيطر على الأوضاع بعد تحرير عدد من المواقع التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وأن هذا التحول في ميزان القوى العسكرية انعكس على استمرار إمداد القوات المسلحة بالأسلحة الحديثة، خاصة المضادات الخاصة بالطائرات المسيّرة التي تستخدمها قوات الدعم السريع لاستهداف مواقع استراتيجية كمنشآت الكهرباء والمياه والبنى التحتية التي تمس حياة المواطنين.

وأشار يوسف إلى أن انعقاد هذه الاجتماعات في هذا التوقيت إلى وقوف ودعم الدولة الروسية للحكومة السودانية والجيش السوداني. وقال إنّ من أبرز الملفات التي ستتم مناقشتها التعاون في قطاع التعدين، باعتباره أحد أهم القطاعات الاستراتيجية، حيث أبدت روسيا رغبة واضحة في أن يكون لها دور محوري كبير في تطوير هذا القطاع من خلال شركاتها العاملة في مجال التعدين في السودان.

وقال السفير إنَّ أجندة التعاون تشمل تطوير ميناء بورتسودان وربطه بالموانئ الروسية وموانئ أخرى في الإقليم مثل السعودية واليمن، وهو ما يُنظر إليه كخطوة مهمة في تحديث وتوسيع قدرات الميناء السوداني. إلى جانب ذلك، ستُطرح ملفات أخرى للتعاون، من بينها مشروعات الاستثمار في مجال الانتاج الزراعي، الذي يحظى بأهمية كبيرة في إطار الشراكة بين البلدين.

وراى أن انعقاد هذه الاجتماعات يعد بمثابة دليل قاطع على رغبة روسيا في تعزيز وتطوير علاقاتها مع السودان، والارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والتجاري والفني بما يخدم مصالح الشعبين.

حفيظة دول الجوار

ولم يستبعد وزير الخارجية الأسبق السفير د.علي يوسف أن تثير تطور العلاقات بين السودان وروسيا حفيظة بعض دول الجوار، خاصة الدول المطلة على البحر الأحمر، التي ترتبط بعلاقات استراتيجية وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية سيكون لديها “حساسية شديدة” تجاه هذه الاجتماعات والتي ستتبعها الزيارة المجدولة لرئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان. مشدداً على أنها ستثير قلقاً أكثر لدى الإدارة الأمريكية وبعض حكومات الدول الأوربية، خاصة مع وأن الحرب بين روسيا وأكرانيا مازالت مستعرة وأن هذه الدول تقف إلى جانب أكرانيا.

وأضاف قائلا: ” هنالك صراع خفي وغير خفي بين روسيا والولايات المتحدة في مناطق النفوذ في القارة الإفريقية، وهذه واحدة من القضايا الهامة، خاصة وقد استطاعت روسيا الدخول في علاقات وثيقة جداً مع العديد من الدول الإفريقية على حساب علاقات هذه الدول مع الغرب”.

وأشار السفير يوسف إلى أن الزيارة في شكلها الاقتصادي والتجاري لن تثير أي مضاعفات وأن السودان يمكنه في هذا السياق التواصل مع هذه الدول، وفي مقدمتها مصر والسعودية وإريتريا وبعض دول الخليج، من أجل توضيح أهداف وأبعاد هذا التعاون وأن يشرح لها أن العلاقات مع روسيا لن تكون على حساب أي قضية من القضايا الخاصة بالتعاون والتنسيق مع هذه الدول وتجنب أي توترات إقليمية محتملة.

موقف روسيا من الحرب

وقال وزير الخارجية الأسبق السفير علي يوسف إن تطور العلاقات السودانية الروسية يستند بالأساس إلى التركيز على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، إضافة إلى التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجالات التنمية الاقتصادية مشيراً إلى موقف روسيا من طبيعة الحرب في السودان ووقوفها إلى جانب الجيش السوداني في هذه المرحلة.

وأكدأن هذا التعاون لا يقتصر على شق واحد، بل يمتد إلى مسارات متعددة تشمل البنية التحتية، والتجارة، والاستثمار في قطاعات استراتيجية، وهو ما يعكس رغبة متبادلة في توطيد الشراكة على أسس اقتصادية وتجارية وتنموية طويلة المدى.

ورأى السفير يوسف أنه بالنسبة للسودان يجب عدم الانحياز الكامل لأي من المعسكرين الغربي أو الشرقي وليس من المصلحة استعداء أمريكا والدول الغربية أو روسيا والصين بالارتماء في أحضاء أي من المعسكرين بشكل كامل.

وقال يجب التوزان في العلاقات مع المعسكرين ومواصلة الحوار والبناء على مواقف الدول حول مايجري في السودان ومحاولة حثها ويجب أن يكون لديها مواقف إيجابية تجاه دعم مؤسسات الدولة السودانية خاصة القوات المسلحة السودانية، وهذه من الأشياء التي سيكون لها تأثير في مواقف السودان تجاه الدول الأخرى خاصة روسيا من جهة وأمريكا وأوربا من جهة أخرى.

العقوبات

واعتبر أن فرض العقوبات الأحادية التي تمارسها الولايات المتحدة والدول الغربية تحتاج إلى مراجعة مواقف تلك الدول، على السودان وقيادات سوادنية وقال إن هذا الإجراء سيدفع السودان والمسؤلين في السودان لاتخاذ خطوات لمواجهة هذه العقوبات.

وقلل من تلك الإجراءات التي قال بأنها عقوبات تنبني على مسائل لاتستوجب مثل هذه العقوبات، وقال المسألة تقتضي مزيد من التشاور والاتصالات لتفادي توقيع هذه العقوبات لأنها تعقد العلاقات بين الدول.

وعبر عن اعتقاده بأن تعزيز الاستثمارات الروسية في السودان في حاجة إلى أن انهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار لجذب استثمارات ضخمة من روسيا، لكنه رأى أن في هذه المرحلة ستكون الاستثمارات الروسية محدودة وقاصرة على مناطق شرق السودان.

ولم يستبعد أن تساهم روسيا في مشاريع إعادة إعمار ما دمرته الحرب في السودان التي قال بأنها قد بدأت التحضيرات لها في هذه المرحلة، واعتبر أن التجارة ستكون لها أهمية أكبر وقال كلما زاد حجم التبادل التجاري تطورت العلاقات بصورة أكبر في المجالات الاقتصادية.

دبنقا

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا