آخر الأخبار

مدن سودانية تحت جحيم المسيرات

شارك

شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في وتيرة الحرب في السودان، مع احتدام المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق حيوية مثل كردفان، الأبيض، والفاشر بدارفور. هذه التطورات كانت محور نقاش حلقة برنامج “السودان الآن” على DW حيث قدم الضيوف تحليلات معمقة حول أسباب التصعيد وتداعياته الخطيرة، خاصة على الوضع الإنساني في السودان.

عثمان المرغني، المتخصص في العلاقات الدولية والسياسية ورئيس تحرير صحيفة التيار، ربط تصاعد العمليات العسكرية بانتهاء موسم الأمطار في كردفان ومناطق السودان، مما يفسح المجال أمام الأطراف المتصارعة للاستعداد لجولة جديدة من القتال.

وأشار المرغني إلى أن استراتيجية الجيش السوداني تعتمد بشكل كبير على استنزاف قوات الدعم السريع بهدف الوصول بها إلى مرحلة الانهيار الكامل. وأكد أن العمليات الجارية في كردفان تستهدف القوات الصلبة للدعم السريع، معتبرًا أن تحرير مدينة بارا الاستراتيجية يمثل خطوة مهمة لتسهيل العمليات العسكرية اللاحقة للجيش.

من جانبه، سلط خالد ماسا، الصحفي والمحلل السياسي، الضوء على استخدام الطائرات المسيرة من قبل الطرفين، واستهداف البنى التحتية المدنية، بما في ذلك محطات الكهرباء السودان. وأوضح أن عودة الدعم السريع لاستخدام المسيرات جاءت بعد انقطاع دام حوالي 90 يومًا.

كما لفت ماسا إلى محاولات الدعم السريع لتجديد صورته السياسية تحت مظلة جديدة، مشيرًا إلى وجود “إرهاب جديد يستخدمه الدعم السريع”. ووصف سامة مدينة الفاشر بأنها “المنطقة الأهم والمفتاح” في الصراع، مؤكدًا أن القتال الدائر حاليًا هو “محاولة لكسب مساحات على طاولة المفاوضات”.

وحذر بشدة من الوضع الإنساني الكارثي في السودان، خاصة في الفاشر ودارفور، حيث ذكر أن المدنيين “يأكلون العلف”، واتهم الطرفين بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية السودان” لعدم مراعاتهما لأي اعتبارات إنسانية.

أما عبد الرحيم أبا يزيد، الصحفي والكاتب السياسي، فقد اعتبر تحرير مدينة بارا خطوة استراتيجية حاسمة للجيش، تساهم في التقدم نحو شمال دارفور وتأمين ولايتي الخرطوم والقضارف من أي تهديد محتمل.

وأكد أن هذا التحرير جعل خطوط الإمداد للجيش أقرب وأكثر فعالية. ورغم إقراره بأن الجيش يعول على استنزاف قوات الدعم السريع، إلا أنه نبه إلى أن الدعم السريع “لا يزال يمتلك أسلحة ليست قليلة، ولم يضعف كثيرًا رغم مقتل قيادات كبيرة”.

وأشار عبد الرحيم إلى أن استراتيجية استنزاف الدعم السريع “تحتاج إلى مزيد من الوقت” لتحقيق أهدافها، مؤكدًا وجود “انقلاب في المشهد العسكري في السودان، وتحولات استراتيجية كبيرة على مستوى الجيش”.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا