قال رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، إن الأزمة السودانية تفوق في خطورتها أزمتي غزة وأوكرانيا، مؤكداً أن أي تسوية لن تتحقق دون وقف إطلاق نار مراقب إقليمياً ودولياً، يتبعه حوار وطني شامل.
جاءت تصريحات حمدوك، خلال مشاركته في جلسة رئيسية بعنوان “تحولات جيوسياسية: الشرق الأوسط” ضمن فعاليات النسخة الثانية من منتدى هيلي الاثنين.
ومنتدى هيلي هو منصة دولية سنوية تُعقد في أبوظبي، وتنظّمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.
وترتكز فعاليات المنتدى على دراسة التحولات الكبرى التي تعيد تشكيل النظام الدولي، تحت شعار النسخة الثانية: “إعادة ضبط النظام الدولي: التجارة والتكنولوجيا والحوكمة”، ويُعقد في منتجع سانت ريجيس بجزيرة السعديات.
وأوضح حمدوك أن التحديات التي يشهدها البحر الأحمر تُظهر الترابط الوثيق بين ست دول تتقاسم المصالح والأزمات، ما يجعل أي أزمة محلية تتحول سريعاً إلى أزمة إقليمية تستوجب معالجة شاملة ومتعددة الأبعاد.
وأضاف أن الأزمة السودانية باتت الأخطر في المنطقة، مشيراً إلى أن الحل يبدأ بوقف إطلاق نار مراقب إقليمياً ودولياً، يفتح الطريق أمام حوار داخلي جامع يعالج جذور الأزمة ويعيد الاستقرار.
تأتي هذه التصريحات في وقت يعيش السودان حرباً مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، أودت بحياة آلاف المدنيين، وتسببت في نزوح ولجوء ملايين داخل وخارج البلاد.
ومع اتساع رقعة الصراع، تتزايد المخاوف من أن يمتد تأثيره إلى منطقة البحر الأحمر، التي تشكل ممراً استراتيجياً للتجارة الدولية ومسرحاً لتنافس إقليمي ودولي متصاعد.
وشغل عبد الله حمدوك منصب رئيس وزراء السودان خلال الفترة الانتقالية، وذلك في ظل الشراكة بين المدنيين والعسكريين، حتى أطاح به انقلاب 15 أكتوبر 2021، الذي قاده القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان.
ويُشغل حاليًا منصب رئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (“صمود”)، والذي تشكّل بعد انقسام تنسيقية “تقدم”، ويضم أحزابًا وجماعات مهنية ونقابية وجبهات مقاومة وشخصيات مدنية، ويُعتبر امتدادًا لمشروع ديمقراطي مدني يسعى إلى وقف الحرب وحماية المدنيين.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، يشهد السودان انهيارًا أمنيًا وإنسانيًا حادًا، مع تهديدات بانهيار الدولة وتداعيات محتملة تتجاوز الحدود، في ظل فوضى تهدد استقرار منطقة البحر الأحمر الحيوية.