تواصلت حركة النزوح من مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان، نتيجة تفاقم الأوضاع المعيشية والحصار المفروض على المدينة منذ عامين.
وأفاد عاملون في الحقل الإنساني لراديو دبنقا أن حركة النزوح من كادوقلي تشهد تسارعًا ملحوظًا منذ الشهر الماضي، حيث تشير تقارير لجان الطوارئ إلى أن ما يقارب 40% من سكان المدينة قد غادروها بالفعل باتجاه مناطق سيطرة الحركة الشعبية – شمال، في ظل انعدام أي حلول للأزمة.
وأوضحوا أن الرواتب التي صُرفت مؤخرًا للموظفين والعاملين – والتي تراوحت بين 30 و200 ألف جنيه – لم تسهم في تحسين الوضع المعيشي، بسبب غياب السلع الأساسية وارتفاع أسعارها بصورة غير مسبوقة. فقد بلغ سعر ملوة الذرة 60 ألف جنيه، ورطل الزيت 30 ألفًا، بينما وصل سعر كيس الشعيرية زنة رطل إلى 30 ألف جنيه.
وأشار المصدر إلى أن المساعدات الإنسانية التي وصلت من م نظمة اليونيسف إلى كادوقلي خلال الأسبوع الماضي اقتصرت على أغذية علاجية للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، بجانب بعض أدوية الحميات، دون أن تشمل بقية الشرائح. كما توقفت أربع تكايا تابعة لديوان الزكاة عن تقديم وجبات للأطفال مطلع هذا الأسبوع، بعد أسبوع واحد فقط من انطلاقها كما أن قرار إيقاف المنظمات العالمية التي كانت تقدم الكاش للمواطنين ساهم بشكل كبير في مفاقمة الأوضاع الإنسانية.
ويعاني القطاع الصحي بالمدينة من انتشار الإسهامات المائية والكوليرا، في وقت سُجل انخفاض في إصابات الملاريا مقارنة بالأعوام الماضية. ومع ذلك، تواجه المرافق الحكومية ندرة حادة في الأدوية، خاصة المحاليل الوريدية وأدوية الملاريا والضغط والسكري والمضادات الحيوية، بعد توقف الإمداد الدوائي الرسمي منذ عامين.
من جانب اخر اكدت منظمات إنسانية في مناطق سيطرة الحركة الشعبية قيادة الحلو استقبال آلاف الأسر الفارة من كادقلى بسبب الجوع وأشاروا إلى الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية إلى هؤلاء خاصة فيما يتعلق بالأغطية والمشمعات والسكن اللائق.
وتخضع مدينتا كادقلي والدلنج لحصار خانق منذ عامين؛ إذ تغلق قوات الدعم السريع الطريق القادم من الأبيض شمالًا، فيما تسيطر قوات الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو على المداخل الجنوبية والغربية.
وحذّر ناشطون في مجال العمل الطوعي والإنساني من خطورة استمرار الأوضاع الحالية، مطالبين بـ تدخل دولي عاجل لإنقاذ المدنيين في مدن ولاية جنوب كردفان المحاصرة.
دبنقا