تقرير : عبير الباقر
في شرق السودان، حيث تتجمع السحب السوداء لتطلق العنان لفيضانات عنيفة وأمطار غزيرة، يلوح خور بركة كتهديد مستمر لسكان مدينة طوكر والقرى المجاورة. هذا الخور، الذي تنحدر مياهه من الهضاب والسفوح الإريترية، يحمل معه مخاطر النزوح والدمار.
مع تغيرات المناخ التي تشهدها البلاد، يبدو أن خور بركة بات يشكل خطرًا كبيرًا على الأرواح والممتلكات. الأمطار الغزيرة والفيضانات تزيد من خطورة الوضع، مما يجعل سكان المنطقة يعيشون حالة من القلق والترقب.
في ظل هذه الظروف، يجد سكان طوكر والقرى المجاورة أنفسهم أمام تحديات كبيرة. النزوح يبدو خيارًا صعبًا، لكن البقاء في مناطقهم مهددًا بالفيضانات والسيول يعد مخاطرة أكبر.
يقول مهندس زراعي عمر علي عثمان إن : “التغير المناخي وتذبذب الفيضان يزيدان من تعقيدات الوضع. انتشار أشجار المسكيت في أراضي الدلتا ومجرى خور بركة تسبب في اختناق جريان المياه، مما زاد من سرعتها ويهدد المنشئات الترابية ويعرض المدينة للخطر”.
وأضاف أن “التغيرات الطبوغرافية على سطح الدلتا، بما في ذلك تكوين أخاديد وكثبان رملية، تؤثر سلبًا على هيدرولوجيا مياه النهر. الارتفاع النسبي للدلتا فوق المدينة، التي تقع في منطقة منخفضة، يزيد من حدة المشكلة”.
وأشار إلى أن “تأخر التمويل لخطة الري وتنفيذها المتأخر يفاقم الوضع، بالإضافة إلى هروب الكوادر الفنية المؤهلة من المشروع، مما يجعل مواجهة هذه التحديات أكثر صعوبة”.
*مشاكل مشروع دلتا طوكر الزراعي: رؤية مهندس زراعي*
يواجه مشروع دلتا طوكر الزراعي تحديات متعددة في السنوات الأخيرة، منها ظروف الحرب وعدم الاستقرار السياسي، بالإضافة إلى التغير المناخي الذي يؤثر على مناسيب الأمطار وهطولها ومواقيت الفيضان. هذه العوامل تؤدي إلى نتائج سالبة تساهم في فشل خطة الري والموسم الزراعي في المشروع.
*أسباب غرق مدينة طوكر*
تعود أسباب غرق مدينة طوكر إلى تأخر عملية التمويل الحكومي لتنفيذ خطة الري، مما يؤدي إلى تأخر تنفيذ الخطة وتأثر الجسور الترابية التي توجيه مياه الفيضان إلى الأراضي الزراعية. هذا التأخير يجعل هذه المنشئات الترابية هشة، مما يسهل انجرافها وعدم صمودها أمام تيار الفيضان. كما أن عدم اهتمام المحلية بصيانة جسر المدينة الدائري سنويًا يساهم في زيادة المخاطر.
*تهديد أشجار المسكيت*
انتشار أشجار المسكيت في مجرى خور بركة والضفاف وأراضي الدلتا الخصبة يهدد جريان مياه الفيضان وتوجيهها بالصورة المطلوبة. هذه الأشجار تؤدي إلى اختناقات تزيد من سرعة المياه واندفاعها، مما يؤثر على انهيار الضفاف وزيادة انحناءات المجرى. لذلك، فإن إزالة المسكيت هدف استراتيجي لبقاء المشروع الزراعي.
*حلول لبقاء مدينة طوكر*
لا بد من حماية مدينة طوكر وحماية تاريخها من خلال بناء جسور متتالية ومدرجة، مع حل مشكلة السكن العشوائي بشكل جذري.
*حلول عامة*
1. تمويل وتنفيذ خطة الري في وقت مبكر وتعويض المزارعين المتضررين.
2. إزالة أشجار المسكيت من مجرى النهر والدلتا بنظام المشاركات الاستثمارية.
3. عمل هيكل وظيفي للعاملين في المشروع وتحديد تبعية المشروع.
4. تأسيس المحاصيل في وقت مبكر وإدخال المحاصيل النقدية ومحاصيل الصادر.
5. تشجيع الكوادر الفنية للعمل في المشروع وتدريب العاملين والمزارعين.
6. توفير الآليات الزراعية والمعدات الثقيلة للمشروع وتطبيق الميكنة الزراعية.
7. الإصلاح المؤسسي وتأهيل المكاتب والورشة وتخطيط الدلتا.
تبقى التساؤلات حول كيفية مواجهة هذه التحديات وتقديم الدعم اللازم للمتضررين. هل ستكون هناك استجابة فاعلة من الجهات المعنية؟ أم أن خور بركة سيظل تهديدًا مستمرًا لسكان شرق السودان؟ الوقت سيخبر.