آخر الأخبار

في مواجهة العاصفة.. "مبادرة الصحفيين السودانيين" تبصر النور من كمبالا وتستعد لإطلاق اجتماعها التأسيسي

شارك

كمبالا

في خطوة وُصفت بالمهمة في سياق الأزمة الوطنية المتفاقمة في السودان، أعلن عدد من الصحفيين السودانيين عن قرب إطلاق “مبادرة الصحفيين السودانيين”، ككيان مهني ووطني مستقل يسعى للمساهمة في وقف الحرب وبناء السلام الدائم، ويعمل على إعادة الاعتبار لدور الإعلام كسلطة رابعة فاعلة. المبادرة، التي انطلقت التحضيرات الفعلية لها قبل أكثر من شهرين، اختارت العاصمة الأوغندية كمبالا مقراً لانطلاقتها، حيث شارفت لجنتها التمهيدية على الانتهاء من أعمالها، ولم يتبقَ سوى الإعلان الرسمي عن زمان ومكان انعقاد الاجتماع التأسيسي الأول، وسط ترحيب واسع من صحفيين داخل وخارج السودان.

وتنطلق المبادرة، بحسب مؤسسيها، من قناعة راسخة بأن غياب كيان وطني مستقل كان أحد أسباب تفاقم الأزمة السودانية، خاصة في ظل استمرار الحرب التي كشفت عجز التيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني عن لعب أدوار وطنية حقيقية تتجاوز الانحيازات الحزبية والفكرية. وأكد القائمون على المبادرة أن الصحفيين، بحكم قربهم من الحدث وتماسهم مع الواقع، يمتلكون قراءات دقيقة وعميقة لما يجري في البلاد، ويستطيعون الإسهام الفعلي في صياغة حلول للأزمة، إذا توفرت لهم المنصات والإرادة الجماعية.

وفي رؤيتها العامة، تؤمن المبادرة بالحكم المدني الديمقراطي كخيار لا بديل عنه، وترفض التعاون مع أي جهة تتبنى مواقف مناقضة لهذا المبدأ. كما تؤكد التزامها بقيم الشفافية والمهنية والاستقلالية، وانحيازها لقضايا السلام، العدالة، حقوق الإنسان، وحرية التعبير، معتبرة أن الصحافة يجب أن تكون أداة لبناء الوعي وترميم النسيج الاجتماعي، لا وسيلة للتحريض أو الاستقطاب.

وتسعى المبادرة، وفق أهدافها المعلنة، إلى المساهمة في وقف الحرب عبر خطاب إعلامي مسؤول يعلو فوق الانقسامات، ويعزز التعايش، كما تعمل على كسر حدة الاستقطاب السياسي والفكري، ودعم الانتقال نحو دولة مدنية حديثة تُبنى على أسس المواطنة والعدالة.

إلى جانب ذلك، تضع المبادرة في صلب اهتماماتها قضايا العمل النقابي، حيث تشدد على ضرورة فصل النقابات عن التبعية الحزبية، وتفعيل مبدأ “لكلٍ حزبه والنقابة للجميع”، بما يضمن نقابات مهنية حرة تدافع عن حقوق أعضائها بعيداً عن الاصطفاف السياسي. كما تلتزم المبادرة بإطلاق حملات إعلامية للتصدي لخطاب الكراهية والعنصرية والتحريض، وتوثيق الانتهاكات ضد الصحفيين، وتوفير الدعم القانوني والمعنوي لهم، فضلاً عن العمل على بناء شراكات وطنية وإقليمية ودولية تساند جهود الصحفيين في الدفع نحو السلام والديمقراطية.

ويؤكد القائمون على المبادرة أن ما يتم الآن ليس تحركاً لحظيا أو ردة فعل آنية، وإنما هو تأسيس لمشروع وطني طويل النفس، يستلهم قوته من ضمير الصحفيين المهني، ويضع السودان أولاً، دون ارتهان لأجندات خارجية أو حسابات حزبية ضيقة. ومن المتوقع أن يشهد الاجتماع التأسيسي المنتظر الإعلان عنه خلال أيام نقاشاً عميقاً حول آليات التنفيذ وخطط العمل، في ظل تنام واضح للحاجة إلى كيان وطني مستقل.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا