دعت وكالات أممية -يوم الجمعة- إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للمساعدة في وقف تفشي وباء الكوليرا المميت الذي يجتاح السودان ومجتمعات اللاجئين السودانيين في تشاد المجاورة. في وقت تصاعدت حالات الإصابة بالكوليرا بدارفور في معسكرات طويلة وجبل مرة ونيالا بحسب معانون صحيون تحدثوا لراديو دبنقا
في الاثناء سجل معسكر عطاش للنازحين بمدينة نيالا، سبعٍ وتسعين حالة مؤكدة بالكوليرا ، بينها أربع عشرة وفاة، بحسب أطباء ورئيس سنتر واحد بالمعسكر آدم علي حسن في مقابلة مع دبنقا وفي ذات السياق حذرت آسيا هارون محمدين، من القيادات النسوية بالمعسكر، في حديث لراديو دبنقا من التسارع المقلق لانتشار المرض، مشيرة لجهود طوعية لمواجهة الأزمة رغم شح الإمكانيات
في دولة تشاد المجاورة أعلن مصدر طبي لراديو دبنقا عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بوباء الكوليرا في مخيم فرشنا للاجئين السودانيين، شرق البلاد، حيث تم وضع المصابة تحت الحجر الصحي بالمركز الصحي داخل المخيم
وقالت جوسلين إليزابيث نايت مسؤولة الحماية بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين -في حديثها مع وسائل الإعلام بجنيف- الجمعة إنها التقت طفلا مصدوما في ملجأ تابع للمفوضية، ووصفت حالته قائلة: إن تجربته هي انعكاس لتجارب عدد لا يحصى من الأطفال الآخرين في جميع أنحاء البلاد.
ودعت مفوضية شؤون اللاجئين إلى ضخّ تمويل فوري لـ”توسيع نطاق الدعم الإغاثي في مجالات الصحة والنظافة والمياه والمأوى والتغذية، وذلك تجنّباً لكارثة صحية في أعقاب الإعلان عن تفش مميت للكوليرا في مخيم للاجئين شرق تشاد)يستضيف لاجئين سودانيين من دارفور، مما أثار قلقا بشأن تدهور الأوضاع الصحية مع نفاد المساعدات الإنسانية.
وحتى أوائل أغسطس تم الإبلاغ عن 264 حالة كوليرا و12 حالة وفاة في مخيم دوغي للاجئين والقرى المحيطة به، كما ظهرت حالات مشتبه بها في مخيم تريغوين الذي يستضيف أيضا لاجئين سودانيين
وشهد تفشي الكوليرا في دارفور بمعسكرات طويلة وجبل مرة ونيالا، ارتفاعًا مُقلقًا في عدد الحالات اليومية المُسجلة في مراكز النزوح. وتتركز معطم الحالات بحسب معاونون صحيون في منطقة طويلة، في المخيمات، بينما تتركز البقية في منطقة مرتال جنوب طويلة.
وبلغ العدد التراكمي اليومي للحالات بحسب معانون صحيون تحدثوا لراديو دبنقا منذ تفشي المرض 3435 حالة، منها 69 حالة وفاة. ويوجد حاليًا 245 حالة في مركز العزل الصحي. ومن بين الحالات الجديدة، تم إدخال 57 حالة اليوم.
الصحة العالمية : 100 ألف إصابة بالكوليرا خلال عام
دوليا أكدت منظمة الصحة العالمية حدوث انتشار واسع لوباء الكوليرا في السودان. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إنه “تم الإبلاغ عن حوالي 100 ألف حالة منذ يوليو من العام الماضي”. ويذكر أن السودان تعيش حربا أهلية تسببت في تفاقم سوء التغذية ونزوح السكان إلى جانب انتشار الكوليرا والملاريا وحمى الضنك وأمراض أخرى.
وصرح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي في جنيف “في السودان، تسبب العنف المستمر بمجاعة وأمراض ومعاناة واسعة النطاق”. وأضاف “انتشر وباء الكوليرا في السودان، حيث أبلغت كل الولايات عن تفشيه. وتم الإبلاغ عن حوالي 100 ألف حالة منذ تموز/يوليو من العام الماضي”.
كما أشار تيدروس أنه تم إجراء حملات تطعيم ضد الكوليرا في عدة ولايات، بينها العاصمة الخرطوم.
وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أيضا من أنه “من المتوقع أن تؤدي الفيضانات الأخيرة التي شهدتها أجزاء كبيرة من البلاد، إلى تفاقم سوء التغذية وتأجيج تفش جديد للكوليرا والملاريا وحمى الضنك وأمراض أخرى”.
174 هجوما على المرافق الصحية
في السياق، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن استمرار العنف يواصل دفع النظام الصحي إلى حافة الانهيار، الأمر الذي فاقم أزمة الجوع والمرض واليأس.
وتحققت منظمة الصحة من وقوع 174 هجوما على المرافق الصحية، مما أدى إلى مقتل 1171 شخصا، وإصابة 362 آخرين، وأثر ذلك على المرافق الصحية، وفق إلهام نور كبيرة مسؤولي الطوارئ بالمنظمة خلال حديثها للصحفيين في جنيف اليوم.
وأفادت المنظمة بانتشار الكوليرا في جميع أنحاء السودان، حيث أبلغت جميع الولايات عن تفشي المرض.
ونبهت المنظمة الأممية إلى أن الجوع يفاقم عبء المرض، وأشارت إلى أن ما يقرب من 25 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وتنتشر المجاعة في عدة مناطق في دارفور وكردفان، وسط مخاوف من التوسع مع دخول موسم الجفاف.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد في دارفور قد زاد بنسبة 46% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025.
دبنقا