آخر الأخبار

دعت إلى تحرك عاجل لإنقاذهم.. اليونيسف: الأطفال في السودان «أصبحوا جلداً على عظم»

شارك

قال ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يت، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم إن الأطفال في السودان أصبحوا جلد على عظم.

وأضاف “خلال الأسبوع الماضي، سافرت من بورتسودان إلى ولايتي الجزيرة والخرطوم، وشهدت الأثر الذي خلّفته هذه الأزمة منوها بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم على الأطفال والأسر.

وتابع بالقول “خلال الزيارة، رأيت منازل ومباني مدمرة. فضلا عن أن مستودعنا في الخرطوم بات منهوباً ومُدمَّراً. و إمداداتنا الإنسانية في ذلك المستودع قد أُتلِفت بالكامل. مشيرا ألى أنه رأى مجتمعات نُزِحت قسراً، وأطفالاً أُجبروا على الفرار وهم يعيشون في أحياء مكتظة.

وقال إنه التقى بأمهات مشين لمسافات طويلة جداً بحثاً عن الأمان، وبعاملين صحيين يقدّمون الرعاية للمرضى والمصابين بسوء التغذية رغم المخاطر. كما رأى فرقنا وشركاءنا يعملون بلا كلل، وغالباً في ظروف محفوفة بالمخاطر وغير مستقرة، لمواصلة تقديم المساعدات المنقذة للحياة.
وأشار شيلدون يت إلى زيارته لمنطقة جبل أولياء، مبينا أنها واحدة من محليتين في ولاية الخرطوم تُصنَّفان بأنهما في خطر المجاعة الشديد.
وأضاف “تحمل محليتا جبل أولياء والخرطوم 37٪ من عبء سوء التغذية في الولاية، كما أنهما الأكثر تضرراً من العنف المستمر والقيود المفروضة على الوصول.
وتابع بالقول رأيتُ بأم عيني كيف أن الأطفال لديهم فرص محدودة – لكن متزايدة – للحصول على مياه آمنة وغذاء ورعاية صحية وتعليم. سوء التغذية منتشر على نطاق واسع، وكثير من الأطفال قد نحفوا حتى أصبحت عظامهم بارزة.
وأكد أن الأسر تعيش غالبًا في مبانٍ صغيرة، متضررة أو غير مكتملة. والطرق ضيقة وموحلة وغالباً ما تكون غير سالكة – وتزداد سوءاً يوماً بعد يوم مع استمرار الأمطار.
ونوه بتفشي “الكوليرا بشكل سريع في هذا الحي. مشيرا إلى أن المراكز الصحية القليلة التي ما زالت تعمل، وكذلك مراكز علاج سوء التغذية، مكتظة ومزدحمة بالناس.

وقال شيلدون يت “للأسف، هذا الوضع يعكس الواقع في عموم البلاد، حيث تتدهور الأوضاع بسرعة. والأطفال يموتون بسبب الجوع والمرض والعنف المباشر. وهم يُحرَمون من الخدمات الأساسية التي يمكن أن تنقذ حياتهم.

وأضاف نحن على حافة ضرر لا يمكن إصلاحه لجيل كامل من الأطفال، لا بسبب نقص في المعرفة أو الأدوات لإنقاذهم، بل لأننا جميعاً نفشل في الاستجابة بالسرعة والحجم المطلوبَين. نحن بحاجة للوصول إلى هؤلاء الأطفال.

وأوضح شيلدون يت أن التخفيضات الأخيرة في التمويل، تسببت في اضطرار العديد من شركائهم في ولاية الخرطوم وفي أنحاء أخرى من السودان إلى تقليص أنشطتهم، مبينا أنهم يكثفون جهودهم لكن لا يمكنهم القيام بذلك بمفرهم.

وأضاف “نحن بحاجة إلى الموارد والوصول المستدام لنتمكن من توسيع نطاق التدخل بسرعة في المناطق التي أصبح بإمكاننا الوصول إليها الآن. مشيرا إلى أن المعدلات القياسية للأطفال الذين يتلقون علاج سوء التغذية الحاد الوخيم في أماكن مثل جبل أولياء وأجزاء كبيرة من ولاية الجزيرة تُعد مؤشراً واضحاً على أن الاحتياجات هائلة في المناطق التي أصبح من الممكن الوصول إليها مؤخراً.
لافتا إلى ضرورة توسيع نطاق الخدمات المنقذة للحياة للأطفال بسرعة، وأنهم بحاجة إلى وصول آمن ومستدام إليهم أينما كانوا.
وتابع بالقول “هذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في المناطق الواقعة على خطوط التماس والمحرومة حالياً من المساعدات – مثل الفاشر والدلنج وكادوقلي. فكل يوم نمر فيه دون الوصول إلى هذه المناطق، هو يوم تُعرّض فيه حياة الأطفال لمزيد من الخطر.

وأضاف شيلدون يت”خلال هذه المهمة، وبعد عام في السودان، رأيتُ أسوأ ما يمكن أن تفعله الحرب، وأفضل ما يمكن أن يُقدّمه البشر في المقابل. مبينا أن أطفال السودان يتمتعون بالصلابة. وأنهم قد تحملوا أهوال الحرب لأكثر من عامين. لكنهم لا يستطيعون النجاة وحدهم.
وأكد على أنهم يواصلون الدعوة لبذل جهود دبلوماسية مستمرة من أجل السلام. وأضاف طالما استمر النزاع، يجب علينا جميعاً أن نفعل كل ما بوسعنا لدعم الأطفال ولا يمكننا أن نتركهم يدفعون الثمن الأكبر.

وأضاف يجب ألا يُغضّ العالم الطرف، ليس الآن.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا