الراكوبة: متابعات
تشهد مدينة كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، تدهورًا كارثيًا في الوضع الإنساني، مع تفاقم الأزمات المعيشية والأمنية جراء حصار مطبق يفرض عليها من جميع الاتجاهات. وقد أدى هذا الحصار إلى نقص حاد في المواد الغذائية، وارتفاع جنوني في الأسعار، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في حالات النزوح والجرائم.
وكشف تقرير حديث أن المدينة تعاني من شح حاد في السلع الأساسية مثل الدقيق، والزيت، والسكر، والذرة، مما تسبب في ارتفاع أسعارها بأكثر من أربعة أضعاف سعرها المعتاد، لتصبح خارج متناول معظم السكان. ويواجه المواطنون صعوبات بالغة في تأمين قوت يومهم، مما ينذر بحدوث كارثة غذائية وشيكة.
في ظل هذا الوضع، اضطر العديد من السكان إلى النزوح إلى مناطق أخرى بحثًا عن الأمان، لكنهم يواجهون ظروفًا إنسانية صعبة للغاية، حيث يفتقرون إلى المأوى والمساعدات الأساسية كالغذاء والماء والرعاية الصحية.
وتفيد التقارير أن الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان قد تسبب في توقف تام لعمليات الإمداد ووصول المساعدات الإنسانية والشاحنات التجارية. ونتيجة لانعدام وسائل النقل، يضطر النازحون إلى قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام أو باستخدام الحيوانات، مما يفاقم من معاناتهم.
وقد شهدت المدينة في اليومين الماضيين فقط أكثر من ثلاث جرائم قتل، وهو ما يعكس التدهور الأمني المتسارع.
ووجهت دعوات عاجلة للحكومة والمنظمات الإنسانية، على الصعيدين الوطني والدولي، للتدخل الفوري لفك الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية من الغذاء، والماء، والدواء للمتضررين داخل المدينة والنازحين في محيطها. ويؤكد التقرير أن الوضع الحالي يهدد حياة الآلاف من المدنيين، ويتطلب استجابة سريعة لتفادي كارثة إنسانية شاملة.