آخر الأخبار

السودان.. دارفور تخرج في مسيرات حاشدة تأييدا لحكومة "تأسيس"

شارك
مسيرات حاشدة تأييدا لحكومة "تأسيس"

خرج سكان مدينة "نيالا" ومناطق أخرى من إقليم دارفور في مسيرات حاشدة تأييدًا للحكومة التي شكلها تحالف "السودان الجديد" المعروف بـ"تأسيس"، في السادس والعشرين من يوليو، والتي أثارت جدلًا كبيرًا في ظل وجود سلطة أخرى للجيش في مدينة بورتسودان بشرق البلاد.

بعد نحو عام من تأسيسه من قبل قوات الدعم السريع وعدد من الأحزاب السياسية والحركات المنضوية تحت الجبهة الثورية الموقعة على اتفاق السلام السوداني في جوبا في العام 2020، أعلن تحالف " تأسيس" تشكيل سلطة في إقليم دارفور من مجلس برئاسة محمد حمدان دقلو، ورئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو نائبًا له، كما تم اختيار عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء.

ورفع المشاركون في المسيرات شعارات رحبوا فيها بتأسيس السلطة الجديدة، وطالبوا بتوفير الخدمات الأساسية من صحة وتعليم، إضافة إلى تسهيل استخراج الأوراق الثبوتية.

حالة انقسام

تتزامن المسيرات في إقليم دارفور مع تصاعد خطير في حالة الانقسام المجتمعي التي يعيشها السودان، بسبب النتائج الكارثية التي نجمت عن الحرب المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023.

ويلخّص مراقبون العوامل التي أدّت إلى الانقسامات الحالية في انتشار خطاب الكراهية، وهجمات طيران الجيش التي أدّت إلى مقتل الآلاف من المدنيين في دارفور، والمزاعم عن استخدام أسلحة محرّمة دوليًا هناك، إضافة إلى قانون "الوجوه الغريبة" الذي استهدف إثنيات دارفورية في مناطق سيطرة الجيش، وحرمان الكثيرين من حق استخراج الأوراق الثبوتية، وخطوتي إقامة الامتحانات القومية وتغيير العملة في مناطق الشمال والوسط والشرق قبل الوصول إلى وقف إطلاق نار يضمن استفادة سكان غرب السودان من الخطوتين. جميعها عوامل أجّجت "غبنًا شعبيًا" كبيرًا في أجزاء واسعة من إقليمي دارفور وكردفان.

فقدان الأمل

يعزو البعض التأييد المحلي لحكومة "تأسيس" إلى فقدان الأمل في حكومة بورتسودان في توفير الخدمات.

ووفقًا لآدم حسين، أحد سكان مدينة الضعين، فإن الكثير من سكان إقليم دارفور تعرّضوا لتمييز كبير في جوانب أساسية مثل التعليم واستخراج الأوراق الثبوتية والحق في تداول العملة الوطنية.

وأوضح حسين لموقع سكاي نيوز عربية: "تضرر الكثير من سكان دارفور وكردفان من منعهم من الحصول على الأوراق الثبوتية، وملاحقتهم بقانون الوجوه الغريبة، كما حُرم الآلاف من أبنائهم من الجلوس للامتحانات القومية.. نأمل أن تعمل السلطة الجديدة في مناطقنا على حل تلك المشكلات".

لكن مهدي داوود الخليفة، وزير الدولة الأسبق في الخارجية السودانية، حذّر قائلًا لموقع سكاي نيوز عربية، من أن تؤدي حالة الانقسام الحالية إلى تفتيت البلاد.

ويقول لموقع سكاي نيوز عربية: "رغم فشل الدولة المركزية لعقود، ما زالت الوحدة تمثل قيمة رمزية كبرى في الوعي الجمعي السوداني، مما يجعل أي خطوة نحو حكم موازٍ مثار رفض شعبي. لكن مع ذلك، فإن استمرار الحرب، وانهيار الخدمات، وفقدان الأمل في حكومة بورتسودان قد يدفع بعض القوى المحلية لدعم حكومة تأسيس كخيار واقعي وليس مبدئيًا".

أوضاع خطيرة

تأتي هذه التطورات في ظل تقاسم السيطرة على الأرض بين الجيش والدعم السريع، ففي حين يسيطر الجيش على العاصمة الخرطوم ومناطق شرق وشمال ووسط البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور – عدا مدينة الفاشر وأجزاء كبيرة من إقليم كردفان، وهما يشكلان أكثر من 45 في المئة من مساحة السودان الحالية البالغة نحو 1.8 مليون كيلومتر مربع، حيث تبلغ مساحتهما مجتمعة نحو 870 ألف كيلومتر مربع.

وتتزايد المخاوف من أن تؤدي الأوضاع الحالية إلى انقسام جديد يعيد إلى الأذهان عملية انفصال الجنوب في العام 2011، والتي جاءت بعد حرب أهلية اعتُبرت الأطول في أفريقيا، حيث استمرت لأكثر من نصف قرن من الزمان. وفقد السودان بسبب انفصال الجنوب نحو ثلث مساحته.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل حماس أمريكا القدس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا