أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة والقوات المسلحة عن صدّ هجوم شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر أمس، فيما تشهد الأوضاع الإنسانية في المدينة استمرارًا في التدهور المريع.
وقالت قيادة الفرقة السادسة مشاة في بيان اطلع عليه “راديو دبنقا” إن قواتها تمكنت من صدّ هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على المحورين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي خلال يومي الجمعة والسبت.
واتهمت القوة المشتركة للحركات المسلحة في بيان اطلع عليه “راديو دبنقا” قوات الحركة الشعبية بقيادة الحلو بالمشاركة في الهجوم، ووصفت ذلك بأنه تطور خطير. وأشارت إلى تدمير وحرق عدد من العربات القتالية خلال الهجوم الذي جرى أمس، وأسر عدد من المهاجمين. ولفتت إلى مقتل عدد من الأجانب وأشار قائد القوات الخاصة الذي يحمل الجنسية الكولومبية.
وتداولت حسابات موالية للجيش والقوة المشتركة مقاطع فيديو لجنود قالوا إنهم كولمبيون يقاتلون في صفوف الدعم السريع.
ولم يتسن لراديو دبنقا الحصول على إفادات فورية من قبل قوات الدعم السريع أو الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الحلو.ويشارك كل من الطرفين ضمن تحالف السودان التأسيسي الذي أعلن عن تشكيل حكومة في نيالا الاسبوع الماضي.
وعلى صعيد الوضع الإنساني، كشف مواطنون عن استمرار تدهور الأوضاع في مدينة الفاشر مع انعدام السلع الأساسية، حيث ارتفع سعر جوال الذرة إلى 7.5 مليون جنيه، ما يعادل 2500 دولار.
ويواصل مواطنون من الفاشر ومناصرون لهم حملتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لعكس الأوضاع المتردية في المدينة مطالبين بفك الحصار عنها.
من جانبه، وجّه عضو المجلس الرئاسي لحكومة التأسيس الطاهر أبوبكر حجر نداءً إلى المدنيين والعسكريين في مدينة الفاشر بضرورة مغادرة المدينة حفاظًا على حياتهم وتسهيلًا لتقديم المساعدات. وأشار إلى التدهور المريع في الأوضاع الإنسانية، مؤكّدًا أن سكان المدينة ضحايا ويجب الحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم.
وأوضح حجر أن قواتهم في جنوب وشمال وشرق الفاشر مستعدة لتقديم مختلف أشكال المساعدة، داعيًا إلى عدم السماح باستخدام المدنيين كدروع بشرية. وأكد استمرار التواصل مع المنظمات لتقديم المساعدات.
من جانبها، قالت شبكة أطباء السودان في بيان إن امرأة وطفلًا قُتلا على يد قوات الدعم السريع أثناء نزوحهم من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة بشمال دارفور.
وأضافت الشبكة أن إحدى الناجيات أبلغت فريقها بتعرضهم وعدد من الأسر النازحة لهجوم أثناء تنقّلهم على الطريق من الفاشر إلى طويلة، حيث ضمّت المجموعة 9 نساء و7 أطفال ورجلًا مسنًا. وأسفر الهجوم عن مقتل امرأة وطفلة تبلغ من العمر عامين، فيما تعرّض بقية أفراد المجموعة للضرب بالسياط والركل بالأرجل، كما اتُّهمت القوات بمنع الأسر من دفن القتلى.
من جانبها، اتهم مركز شمال دارفور لحقوق الإنسان قوات الدعم السريع باحتجاز عشرات النساء في موقعين بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وقال المرصد الحقوقي في بيان له إن ” قوات الدعم السريع تحتجز عشرات النساء في مقر الإمدادات الطبية الواقع في شرق جنوب الفاشر، ومعسكر جديد السيل أقصى شرق شمال المدينة”.
ولم يتسنَّ لراديو دبنقا الحصول على إفادة فورية من قوات الدعم السريع.
واتهم وزير الإعلام والثقافة خالد الإعيسر المجتمع الدولي بازدواجية المعايير في المواقف تجاه الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع.
ودعا الإعيسر المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، وفك الحصار عن مدينة الفاشر وتجريم القائمين به، كما دعا إلى دعم خطة فتح الطرق المقطوعة نحو مدينتي الدلنج وكادقلي.
دبنقا