“سوء التغذية” يفتك بأطفال أبوكرشولة وسط نقص الإمدادات الطبية

تعاني محافظة أبوكرشولة بولاية جنوب كردفان تدهوراً مقلقاً في أوضاع الأطفال المصابين بسوء التغذية، وسط تزايد معدلات الإصابة والوفيات، ونقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية.

وقال مكاشفي عمر الله جابو، منسق برنامج التعزية بالمحافظة، لـ”دارفور24″ إن ما بين 15 إلى 16 طفلًا يترددون شهرياً على المركز العلاجي بسبب مضاعفات سوء التغذية، مؤكداً أن الوفيات تتراوح بين طفل إلى طفلين في الشهر، ما يعكس تفاقم الوضع الصحي للأطفال، وفق قوله.

وبحسب الله جابو، فإن عدد الأطفال الموجودين حالياً داخل المركز يبلغ ثلاثة فقط، بينما تماثل 15 آخرون للشفاء خلال الشهر الماضي. لكنه حذر من أن فترة ذروة تفشي سوء التغذية غالباً ما تكون خلال شهري أغسطس وسبتمبر، مرجعاً ذلك إلى انخفاض الوعي لدى الأمهات، حيث يتجهن للعمل في الزراعة ويتركن أطفالهن دون رعاية غذائية كافية، قبل أن تبدأ النسب في الانخفاض مع بدء موسم الحصاد.

وأشار الله جابو إلى أن الأطفال القادمين من الاتجاه الشمالي، الذي تسيطر عليه الحركة الشعبية، ومن الغرب الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع، يصلون إلى المركز في حالات متقدمة من المرض، مما يستدعي تحويلهم فوراً إلى مدينة الرهد لعدم توفر إمكانيات كافية في أبوكرشولة.

ولفت إلى أن غياب اختصاصيي الأطفال في المنطقة يزيد من تعقيد التعامل مع الحالات الخلقية المرتبطة بسوء التغذية، والتي غالباً ما يتم تحويلها أيضاً إلى خارج المدينة.

وصف الله جابو الوضع بالكارثي، قائلاً إن المركز يعاني من نقص حاد في الأدوية والغذاء العلاجي، مشيراً إلى غياب معظم المنظمات، باستثناء منظمة “قول” التي وقّعت اتفاقية مع وزارة الصحة في يوليو الجاري.

وكانت منظمة رعاية الطفولة الدولية قد غادرت المنطقة في يوليو من العام الماضي، ما فاقم من أزمة الإمدادات.

وأوضح الله جابو أن هناك 14 مركزاً للمعالجة الخارجية في المحافظة، لكنها جميعاً تعاني من نقص التمويل والدعم، ما يهدد استمرارية خدماتها للمصابين. وذكر أنه في يوم 28 من الشهر الجاري وصلت كمية من الأدوية إلى المركز عن طريق منظمة “قول”، لكن الحاجة ما تزال تفوق ما هو متاح بكثير.

دارفور 24