آخر الأخبار

ما تأثير نشأة سلطة موازية في السودان على علاقاته الدولية؟

شارك

رأى علي فوزي الباحث في الشؤون العربية والأفريقية، أن إعلان الدعم السريع تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موازية في السودان يمثل “تطورًا سياسيًا بالغ الخطورة”، من شأنه أن يُعيد رسم المشهد الداخلي في السودان ويزيد من تعقيد علاقاته الإقليمية والدولية في المستقبل القريب.

وأشار علي فوزي في تصريح خاص لـ”نيوز رووم”، إلى أن هذه الخطوة تضع السودان أمام واقع جديد من الانقسام السياسي والمؤسسي، وتدفع بالأزمة نحو مستويات غير مسبوقة من التعقيد والتشظي.

واعتبر أن ما يجري لا يقتصر على سباق عسكري بين طرفين، بل يتطور إلى محاولة مزدوجة لشرعنة السلطة من مركزين متنازعين، الأمر الذي يؤسس فعلياً لما يشبه “دولتين داخل الدولة الواحدة”.

ويرى فوزي أن هذا التحرك يضعف ما تبقى من آمال التوصل إلى تسوية سياسية، ويقوّض الجهود التي تبذلها الأطراف الدولية والإقليمية لدفع مسار تفاوضي، فهو ينقل الصراع من الميدان العسكري إلى مشهد مؤسسي مواز، ما يربك أي مساعٍ للحوار أو التهدئة.

كما أن الدعم السياسي الذي حظي به الإعلان من “تحالف السودان التأسيسي” يشكل تحولاً في تموضع بعض القوى المدنية، ويعيد خلط أوراق المشهد المدني المنقسم أصلًا، مما يزيد الوضع تعقيدًا داخل السودان.

ولفت فوزي إلى أن إعلان الحكومة الموازية ترافق مع خطاب يتحدث عن “سودان موحد طوعياً”، وهو ما يثير مخاوف حقيقية بشأن وحدة البلاد، حيث مثل هذه اللغة قد تمهد الطريق لنزعات انفصالية أو مطالبات بحكم ذاتي في مناطق تعاني أصلاً من تهميش طويل وهشاشة أمنية متزايدة.

وجود سلطتين في السودان

على الصعيد الخارجي، يرى فوزي أن وجود سلطتين سياسيتين متوازيتين سيفرض تحديات كبيرة على المجتمع الدولي، بدءًا من الأمم المتحدة إلى الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، التي قد تجد نفسها أمام معضلة تتعلق بالاعتراف والتعامل الدبلوماسي، خاصة في ظل تعقّد المشهد القانوني والدستوري في البلاد.

وأضاف أن دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا، ستتعامل بقلق بالغ مع هذا التطور، خصوصًا في حال اقترن بأي دعم عابر للحدود لمجموعات مسلحة، ما قد يهدد استقرار الإقليم بأسره.

وأشار الباحث إلى أن خطر تدويل الصراع بات أكثر احتمالًا من أي وقت مضى، مع اتساع رقعة الاصطفافات الخارجية، ووجود أطراف دولية قد تسعى لدعم أحد الفريقين بما يخدم مصالحها الجيوسياسية. هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان نماذج مأساوية شهدتها دول أخرى تحولت فيها النزاعات المحلية إلى حروب بالوكالة.

وأكمل فوزي حديثه أن السودان يقف اليوم على حافة تحوّل جذري في طبيعة أزمته، من حرب أهلية إلى أزمة دولة منقسمة على نفسها، ما يُضعف من قدرة أي جهة على انتزاع اعتراف دولي أو فرض تسوية قابلة للحياة.

وأضاف: “الخطوة الأخيرة لقوات الدعم السريع لا تعكس فقط رغبة في فرض واقع سياسي جديد، بل تهدد بانهيار ما تبقى من الدولة، وتُدخل السودان في نفق مظلم من عدم الاستقرار قد يمتد لسنوات، ويؤثر سلباً على أمن الإقليم ككل”.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا