وفاة مسن وتسجيل 61 حالة بسوء التغذية خلال أسبوع بمخيم نزوح في الفاشر

توفي مسن بسبب سوء التغذية، وأُصيب 61 آخرون بالمرض خلال الأسبوع الماضي بعدد من مراكز الإيواء وتجمعات النازحين في مخيم أبوشوك بمدينة الفاشر بشمال دارفور.

ووجد تقييم أجرته السلطات ومنظمات إنسانية أن 38% من الأطفال في مراكز الإيواء داخل الفاشر يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 11% يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.

وتشهد مدينة الفاشر هذه الأيام نفادًا شبه كامل للمواد الغذائية في الأسواق، وسط مطالب واسعة بفك الحصار المضروب على المدينة من قبل قوات الدعم السريع لأكثر من عام.

وقالت ممثلة المرأة بمركز سلام (3) في مخيم أبوشوك، رشيدة يحيى لـ”دارفور24″، إن المركز “شهد أول أمس الخميس وفاة العم صالح آدم خميس، البالغ من العمر 65 عامًا، بسبب سوء التغذية”.

وكشفت عن تسجيل 61 حالة سوء التغذية، معظمهم من الأطفال، بينهم 12 حالة حرجة، 6 منهم أطفال و4 مسنين، خلال أسبوع واحد.

وبيّنت يحيى أن الأوضاع الإنسانية والمعيشية في الفاشر عامة، ومخيم أبوشوك بشكل خاص، متدهورة جدًا بسبب نفاد المواد الغذائية.

وأشارت إلى أن الأسر في مركز إيواء سلام (3) كانت وجبتهم الأساسية “أمباز” مُضاف إليه الملح، لأكثر من 7 أيام، ما تسبب في إسهالات وسط الأطفال.

وحذّرت يحيى من تزايد حالات الوفاة جرّاء سوء التغذية في الأيام القادمة.

وتضطر الأسر في الفاشر إلى تناول الأمباز، وهو بقايا الفول السوداني بعد استخراج الزيت منه، ويُستخدم عادةً علفًا للماشية، وذلك في ظل عدم توفر الغذاء في المدينة.

وقالت ربة أسرة تقيم في مركز سلام (6)، خديجة عبد الله عثمان لـ”دارفور24″، إنها وابنتها تعرضتا للإصابة جراء القصف المدفعي على المخيم من قبل قوات الدعم السريع، ما أجبر أسرتها على الاعتماد على الأمباز في الغذاء.

وطالبت خديجة المنظمات العاملة في المجال الإنساني بمساعدة النازحين في مراكز الإيواء.

وفي السياق، أعلنت غرفة طوارئ مخيم أبوشوك، السبت، عن انعدام الخدمات الأساسية، المتمثلة في السلع الغذائية وخدمات الصحة.

وأشارت الغرفة، في بيان، إلى أن متوسط معدل الوفيات جرّاء الإصابة بسوء التغذية والأمراض المرتبطة بنقص الغذاء في المخيم يبلغ 4 حالات أسبوعيًا.

وعبّر عدد من النشطاء السودانيين على وسائل التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع المتأثرين بالحرب في مدينة الفاشر، وانتقدوا صمت الحكومة السودانية في بورتسودان.

ووجّهت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر انتقادًا لاذعًا لما وصفته بـ”الازدواجية المؤلمة” في التعاطف الشعبي، على خلفية خروج مظاهرات في عدد من ولايات السودان تضامنًا مع غزة، دون أي إشارة لمعاناة المدنيين السودانيين في مناطق النزاع.

وأكدت التنسيقية أن التضامن مع غزة واجب أخلاقي لا جدال فيه، لكنها عبّرت عن أسفها لتحوّله إلى ما يشبه “الانفصال عن الواقع”، متسائلةً عن سبب تجاهل المآسي اليومية في الفاشر، والأبيض، وبابنوسة، وغيرها من المدن التي ترزح تحت ويلات الحرب.

وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا مشدّدًا على مدينة الفاشر منذ أبريل من العام الماضي، في محاولة للسيطرة عليها، بوصفها آخر مواقع القيادة العسكرية التابعة للجيش في إقليم دارفور.

دارفور 24