يعيش آلاف النازحين أوضاعًا إنسانية تُوصف بالكارثية في قرى النزوح الواقعة بولاية غرب كردفان، حيث تعاني القرى من شُحٍّ حادٍّ في المياه والغذاء، مع تفشي العطش والجوع، وانعدام أبسط مقومات الحياة الكريمة.
وتحدث علي الطاهر، وهو أحد النازحين من مدينة النهود، لـ “دارفور24” بأنّ الأزمة في قرى ود الحليو، كنجارة، منعم، جمل، الطليح، أبو ماريقة، الضقع، وود بندة، تزداد سوءًا يومًا بعد يوم في مناطق النزوح، في ظل تدهور الظروف المعيشية.
وأشار الطاهر إلى أن مشكلة ندرة المياه باتت تُهدد الحياة بشكل مباشر، حيث يتم استخراج المياه من آبار تقليدية باستخدام أدوات بدائية مثل “الدلو” و”الصفيحة المقطوعة”.
وأضاف: “غالبًا ما تكون المياه ملوثة بالرواسب المعدنية، وهو ما يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي”.
وتابع: “يصل سعر برميل الماء الواحد إلى 12 ألف جنيه سوداني، وفي بعض المناطق بلغ 24 ألف جنيه، وهو ما يفوق قدرة معظم الأسر، حتى الحيوانات نفقت بالكامل بسبب العطش، وبعض الناس يفقدون الوعي أثناء التنقل سيرًا على الأقدام بين القرى، نتيجةً للإرهاق والجفاف”.
أوضح الطاهر أن 80% من النازحين يعيشون تحت مشمّعات بالية أو خيام مهترئة مثبتة على أخشاب خالية من القصب، بينما يضطر البعض الآخر إلى الاحتماء فقط بقطع قماش رقيق من حرارة الشمس الحارقة التي تسود المنطقة.
وأردف: “نعيش دون حماية من الرياح أو الأمطار أو حتى الشمس. لا مأوى، لا طعام، ولا أمان”.
وذكر الطاهر أنه، وفي سبيل كسب لقمة العيش، يضطر العديد من النازحين للسير لساعات طويلة تصل إلى أكثر من ساعتين نحو مدينة ود بندة، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر، في ظل اعتراض قوات الدعم السريع للنازحين، واعتقالهم أو ضربهم تحت ذريعة التعاون مع القوات المسلحة.
وأوضح الطاهر أن وضع المواد الغذائية لا يقلّ خطورة عن الماء، حيث لا تتوفر إلا كميات محدودة من الذرة الرفيعة في مخازن التجار، بأسعار تصل إلى 9 آلاف جنيه للجوال الواحد، فيما يعمد البعض إلى جمع حبّات الفول السوداني المقشور لاستخدامها في استخراج زيت الطعام.
وكشف أن معظم مخازن التجار قد تمّ نهبها، وترحيل المواد التي بداخلها إلى دولة جنوب السودان، بما في ذلك مخازن الصمغ العربي والفول السوداني المملوكة للمواطنين، مما أدّى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي وزيادة معاناة الأهالي.
وفَرَّ عشرات الآلاف من الأسر من ديارها في قرى ومدن غرب كردفان، بعد توسيع قوات الدعم السريع نطاق سيطرتها في الولاية خلال مايو ويونيو 2025.
دارفور 24