طالب القيادي في تحالف “صمود”، خالد عمر يوسف، باغتنام ما وصفها بـ”الفرصة التاريخية” لتحقيق السلام في السودان، محذرًا من محاولات قوى منتفعة من استمرار الحرب لإطالة أمد الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عامين. وأكد أن إنهاء النزاع يتطلب إرادة وطنية حقيقية تتجاوز الحسابات الضيقة والمصالح الذاتية.
وفي تصريح صحفي، أشار يوسف إلى أن التحركات الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي أولت أولوية خاصة لوقف القتال في السودان، تمثل فرصة مهمة يجب البناء عليها.
وأوضح أن هذا الحراك يسعى إلى تنسيق دولي يضم دولًا مؤثرة إقليميًا ودوليًا، ما من شأنه توحيد الضغوط لإنهاء الصراع وخلق دعم فعّال لجهود إعادة الإعمار وتأهيل ما دمرته الحرب. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن العامل الخارجي وحده لا يكفي، وأن السلام العادل والمستدام لن يتحقق إلا بإرادة السودانيين أنفسهم.
وأضاف يوسف أن هناك أصواتًا متعقلة بدأت تبرز وسط مؤيدي أطراف النزاع، تدعو إلى وقف القتال والاقتتال العبثي، معتبرًا أن هذا التحول الإيجابي، إلى جانب موقف القوى المدنية الديمقراطية غير المنحازة، وتطلعات أغلبية السودانيين المنهكين من الحرب والتشرد، يمكن أن يشكل قاعدة اجتماعية واسعة قادرة على ترسيخ الاستقرار ودعم مسار السلام.
وحذر من أن بعض عناصر النظام السابق شرعت في حملة تعبئة مناوئة لجهود وقف الحرب، مستغلة حالة الفوضى لتعزيز مكاسبها من المال والسلاح والسلطة، على حساب الوطن الجريح. وأكد أن هذه القوى لا تسعى سوى إلى استمرار الدمار، ما يستدعي مواجهتها ومنعها من عرقلة مساعي السلام.
وشدد يوسف على أن التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار والاتفاق على ترتيبات سلام دائم يُعد السبيل الأسرع لوقف القتل اليومي والقصف والدمار، ويمثل المدخل الأساسي لعودة المواطنين إلى مناطقهم، وتوفير الأمن والاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء.
وأشار إلى أن غياب الاستقرار يُعيق تعبئة الموارد لإعادة الإعمار، خاصة في ظل نهب الموارد المحلية واستنزافها في التسليح، إلى جانب تردد المستثمرين الأجانب في دخول بيئة غير آمنة ومضطربة.
واختتم القيادي في تحالف “صمود” بدعوة شاملة لتوحيد الجهود الوطنية في هذا الظرف الحاسم، من أجل إنهاء الحرب فورًا، مؤكدًا أن الاتفاق على وقفها لا يتطلب بالضرورة الاتفاق على تفسيرها أو الموقف من أطرافها، بل يكفي الالتقاء حول ضرورة إنهائها، وجعل الحوار وسيلة لحل الخلافات بدلًا من القتال وسفك الدماء.