حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) من أن من بقوا في الفاشر يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه النظيفة، بينما تعطلت الأسواق مرارًا وتكرارًا.
وأثبت تقييم أجراه شركاء العمل الإنساني والسلطات المحلية أن 38 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح في الفاشر يعانون من سوء تغذية حاد، بما في ذلك 11 في المائة يعانون من سوء تغذية حادٍّ وخيم. وقد أدى انهيار خدمات المياه والصرف الصحي، إلى جانب انخفاض تغطية التطعيم، إلى زيادة خطر تفشي الأمراض بشكل حاد.
وأفادت أوتشا في تقرير بأن معظم البنية التحتية للمياه في المنطقة قد دُمِّرت أو أصبحت غير صالحة للاستخدام بسبب نقص الصيانة والوقود اللازم لتشغيل المولدات.
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، يوم الجمعة، إنه أجرى سلسلة من الاتصالات الأسبوع الماضي بشأن هدنة إنسانية عاجلة في مدينة الفاشر المحاصَرة، بولاية شمال دارفور السودانية.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، حذر فليتشر من أن المدنيين هناك محرومون من المساعدات ومعرضون لخطر المجاعة، مؤكدًا أن كل يوم يمضي دون وصول المساعدات يُزهق أرواحًا. ودعا قائلًا: “دعونا نعمل”.
وظلت شمال دارفور بؤرة للاشتباكات منذ اندلاع الصراع في السودان قبل أكثر من عامين. ومنذ أبريل 2023، نزح ما يُقدَّر بنحو 782,000 شخص من مدينة الفاشر ومعسكر زمزم للنازحين، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة. وفي أبريل ومايو فقط من هذا العام، نزح نحو 500,000 شخص من المدينة والمخيم. وفرّ نحو ثلاثة أرباع سكان المخيم إلى مواقع في أنحاء منطقة طويلة، حيث وسّعت الأمم المتحدة وشركاؤها نطاق المساعدات الإنسانية.
وفي أماكن أخرى في دارفور، تتزايد حالات الكوليرا. ففي الأسبوع الماضي، أبلغ الشركاء في المجال الإنساني عن أكثر من 300 حالة مشتبه بها، بما في ذلك أكثر من عشرين حالة وفاة، في ولاية جنوب دارفور وحدها. وحتى الآن من هذا العام، تم الإبلاغ عن أكثر من 32,000 حالة مشتبه بها في جميع أنحاء السودان، بحسب السلطات المحلية. ولا يزال الصراع وانهيار البنية التحتية يُسهمان في انتشار المرض ويُعيقان جهود الاستجابة. وهناك حاجة ماسة إلى مزيد من الموارد للحد من تفشي المرض.
كما لا يزال الوضع الإنساني في أجزاء أخرى من البلاد حرجًا، مع تزايد انعدام الأمن في منطقة كردفان وولاية غرب دارفور.
وقالت أوتشا إن الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بكثير الموارد المتاحة؛ حيث تم تمويل خطة الاستجابة لعام 2025، التي تسعى إلى جمع 4.2 مليار دولار أمريكي لمساعدة 21 مليون شخص من أكثر الفئات ضعفًا في أنحاء السودان، بنسبة تزيد قليلاً عن 21 في المائة، إذ تم استلام 896 مليون دولار حتى الآن. وتتطلب الخطة المُعاد تحديد أولوياتها — والتي تستهدف الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لـ 18 مليون شخص — مبلغ 3 مليارات دولار.
يدعو مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مرة أخرى جميع الأطراف إلى حماية المدنيين، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام. كما حثّ المانحين على زيادة دعمهم، مؤكدًا أن من دون تمويل إضافي وفي الوقت المناسب، ستبقى حياة ملايين الناس في السودان على المحك.
دبنقا