تشهد مدينة أم درمان تفشيًا متزايدًا لوباء الكوليرا، مع لجوء السكان إلى حلول محلية لمواجهة المرض في ظل غياب المعينات الطبية وتلوث المياه.
وكشفت منظمة “أطباء بلا حدود”، في بيان الخميس، عن تسجيل أكثر من 2500 حالة يُشتبه بإصابتها بالكوليرا في العاصمة الخرطوم منذ بداية الشهر، محذّرة من انتشار واسع للوباء مع استمرار تدهور الأوضاع الصحية.
وفي محاولة لتخفيف وطأة الأزمة، أطلق متطوعون بمستشفى النو حملة بعنوان “دعونا نكافح وباء الكوليرا”، تهدف إلى دعم المواطنين من خلال الإرشاد إلى أساليب الوقاية ونقل المرضى إلى المستشفى، فضلًا عن المساعدة في دفن الموتى.
وأكد يوسف الجاك، وهو من سكان الحارة الثامنة بمحلية كرري، في حديث لـ”الترا سودان”، ان تفشي المرض في أجزاء واسعة من أحياء كرري، مشيرًا إلى استقبال مستشفى النو مئات الحالات خلال اليومين الماضيين، وسط إمكانيات محدودة لمواجهة الأزمة.
وأوضح الجاك أن حملة التوعية التي أُطلقت تهدف إلى إرشاد المواطنين حول وسائل مكافحة المرض، مثل غلي المياه قبل استخدامها، وتقديم محلول الملح والسكر للمرضى، إلى جانب تجنّب تناول الأطعمة المكشوفة، وطهي الطعام جيدًا، وغسل اليدين بانتظام.
ويأتي تفشي المرض نتيجةً لانقطاع المياه في أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، مما دفع المواطنين إلى الاعتماد على مياه النهر، وسط مخاوف من تردي بيئي كبير ناجم عن انتشار الأوساخ والجثث جراء النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
وتفاقمت الأزمة بعد هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت محولات الكهرباء في أم درمان، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء وشلّ محطات المياه، مما زاد من اعتماد المواطنين على مصادر مياه غير آمنة.
وفي ظل هذه الظروف، أعلنت حكومة ولاية الخرطوم أنها بدأت العمل على حلول لأزمة المياه، منها حفر آبار جديدة، إلا أن الإصلاحات لم تكتمل بعد، حيث تحتاج الولاية إلى إنتاج مليوني لتر من المياه، فيما لا يتجاوز الإنتاج الحالي 500 ألف لتر.