آخر الأخبار

نُذر تصدع في "تحالف بورتسودان" بسبب الصراع على السلطة

شارك

خرجت الخلافات المكتومة بين القوات التابعة لعبد الفتاح البرهان،وفيلق البراء بن مالك، الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، على إثر ملاسنات دارت بين الطرفين في الأسبوع الماضي، وذلك عقب حديث أدلى به نائب القائد العام للجيش السوداني، الجنرال شمس الدين كباشي، الذي حذر فيه من رفع أي راية سياسية أوعسكرية بخلاف بزة الجيش داخل معسكرات القتال.

وجاء أول رد على حديث “كباشي”، من قائد فيلق البراء، المصباح أبوزيد طلحة، الذي تحدث بنبرة تحدٍ صريحة لقيادة قوات بورتسودان، بأنه لا أحد يملك الوصاية على كتائب الإسلاميين، ومن يرغب في المواجهة عليه ملاقاتهم في الميدان.

وأكد المصباح في خطاب سابق، أنهم يمثلون “كتائب الظل” التي سبق وأن هدد بها نائب الرئيس المعزول، علي عثمان محمد طه، وهي قوة تتبع للحركة الإسلامية، شاركت في قتل المتظاهرين أبان الاحتجاجات في ثورة ديسمبر 2018، وتتهم أيضاً بأنها وراء فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، الذي أدى إلى مقتل وإصابة المئات من الشباب المتعصمين سلميا.

وبحسب مصادر سودانية مطلعة، بات وقوع الصدام بين الطرفين مسألة وقت؛ إذ تعمل عناصر إسلامية متشددة في تيارات النظام المعزول، على إحكام سيطرتها على القرار داخل قوات وحكومة بورتسودان معا.

وفي وقت سابق من أبريل/ نيسان الماضي، كشفت مصادر مقربة مع دوائر قادة قوات بورتسودان، عن نشوب خلافات عميقة، خرجت من أضابير الغرف المغلقة إلى الهواء الطلق، بسبب استمرار “مليشيات الإسلاميين” في ارتكاب عمليات قتل وتصفيات واسعة النطاق بحق المدنيين في المناطق التي استعادتها قوات بورتسودان، بمزاعم التعاون مع ” قوات الدعم السريع”.

ووفق المصادر رأى بعض القادة في قوات بورتسودان، أن هذه المجموعات المتطرفة، تسعى إلى توريطهم في المزيد من جرائم الحرب؛ ما يجلب لهم الإدانات الإقليمية والدولية، جراء الانتهاكات الفظيعة التي تقع في مناطق سيطرتهم.

ورأى قيادي إسلامي بارز انشق عن التنظيم، في تصريح لـ”إرم نيوز” أن الصراع بين قوات البرهان والإسلاميين من جهة، والأطراف الأخرى، أطلق عليه تحالف البندقية في معسكر بورتسودان، يدور في الأساس حول السلطة، ومحاولة كل طرف تحجيم نفوذ الآخر.

وقال إنه على الرغم من تمكين الإسلاميين في السلطة منذ انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بتواطؤ من قادة قوات البرهان الحاليين، وتأثيرهم الواضح في مسار الحرب، لكنهم يسعون لأن تكون لهم اليد العليا في إدارة البلاد، بما في ذلك إخضاع قوات بورتسودان لسلطتهم.

وفي هذا الصدد أشار إلى تعالي الأصوات المدفوعة من قبل الإسلاميين بالاعتراض على حصة المليشيات الدارفورية المسلحة (حركة العدل والمساواة وحركة جيش تحرير السودان)، التي تعدها نسبة أكبر من حجمها ومشاركتها في الحرب، وهذه مؤشرات قد تؤدي إلى تصاعد الخلافات أكثر بين مكونات “تحالف بورتسودان”، قد تصل إلى حد الصدام المسلح، على حد تعبيره.

وقال القيادي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن قوات بورتسودان تتحمل هذه المسؤولية من الدرجة الأولى؛ لأنه وراء تكوين هذه المليشيات وتسليحها، لكنها سترتد عليه، مع ظهور المليشيات القبلية في الشرق والجزيرة والشمالية، التي بدأت تطالب بنصيبها في السلطة.

وأضاف أن الخلافات في معسكر “تحالف بورتسودان”، عميقة مهما حاولت الأطراف عدم الاعتراف بها، وبوادر الانقسام الحقيقي بدأت تلوح في الأفق، وهي معركة مؤجلة، لن تجلب للسودان سوى المزيد من الاحتراب والتدمير.

ونبه إلى أن الصراع الأشد هو المتوقع أن يدور بين قوات البرهان والإسلاميين؛ إذ إن عبدالفتاح البرهان، لديه طموحات كبيرة بالانفراد بالحكم بعد انتهاء الحرب، وهو ما لا يتوافق مع أجندة التيار المتشدد بقيادة الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، الذي يعمل على عودة النظام المعزول للسيطرة الكاملة على السلطة في البلاد.

وأشار القيادي الإسلامي، إلى أن الإسلاميين هم من دون التيارات الأخرى، يقفون حجر عثرة، أمام كل المبادرات الساعية لوقف الحرب، وهذا يعني إخراجهم وإلى الأبد من المشهد السياسي في السودان لسنوات طويلة، لذلك لن يتورعوا الدخول في صدام عسكري مع قوات البرهان، إذا اقتضى الأمر، ورأى أن هذه المواجهة واقعة لامحالة، وستدفع بتفكيك ونهاية تحالف البندقية في معسكر سلطة بورتسودان.

من جانبه وصف الخبير حاتم الياس، تحالف السلطة في بورتسودان، بأنه تكتل “هش” مبني على المصالح السلطوية، وقوامه المجموعات العسكرية والمدنية التي تحالفت مع “البرهان” لإسقاط الحكومة المدنية الشرعية، بقيادة رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك.

وقال في تصريح لـ”إرم نيوز” إن وجود حركتين من دارفور: مني اركو مناوي وجبريل إبراهيم، في هذا التحالف، يندرج تحت عملها في مجال المقاولات العسكرية الذي اعتادت عليه للعمل كــ”مرتزقة” كما حدث في ليبيا، بالإضافة إلى أن “تحالف بورتسودان” ضم مليشيات أخرى ذات طابع جهوي وقبلي، لم تختبر بعد في أي معركة.

وأضاف أن الإسلاميين هم القوة الأساسية والمنظمة المسيطرة على مفاصل الدولة، وأن قائد قوات بورتسودان، عبد الفتاح البرهان، جزء من هذه المجموعة، ولايمثل باي حال من الأحوال مؤسسة القوات المسلحة.

وقال الياس إن “تحالف بورتسودان”، أفرزته حالة الحرب، وأي وقف لإطلاق النار وسلام في البلاد، سيكون خصما على وجودها في السلطة.

وأكد أن الإسلاميين أكثر المجموعات التي تقف بقوة أمام وقف الحرب؛ لأن إحلال السلام يعني نهايتهم تماما.

يذكر أن قائد قوات بورتسودان عبد الفتاح البرهان، أصدر قرارا قبل أسابيع يقضي بعدم تزويد الميليشيات المتحالفة معه لا سيما التابعة للحركة الإسلامية بالسلاح، والاكتفاء بتزويدها بالذخيرة فقط.

ويأتي القرار في ظل ضغوط داخلية وخارجية على البرهان، بسبب المجازر والانتهاكات التي ترتكبها قواته و القوات المتحالفة معه بحق المدنيين.

إرم نيوز

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا