أكدت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، أن الصراع في السودان تسبب واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم اليوم، مبينة ان الجوع يتفاقم، والأنظمة الصحية تنهار، والمياه شحيحة، والتعليم متوقف لملايين الأطفال، وارتفعت معدلات العنف الجنسي والجنساني. والآثار النفسية هائلة.
وقالت المسؤولة الأممية في بيان صحافي اليوم الثلاثاء بمناسبة مرور عامين على حرب السودان، إنه خلال هذين العامين، تحطمت حياة الملايين، وتشتتت شمل الأسر. وفُقدت سبل العيش.
وبالنسبة للكثيرين، لا يزال المستقبل غامضًا. مبينة أن أكثر من ٣٠ مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. “هذه ليست مجرد أزمة أعداد، بل أزمة إنسانية”.
وأضافت: “مع إحياء هذه الذكرى الأليمة، نُشيد بشجاعة الشعب السوداني الاستثنائية. ففي مواجهة معاناة لا تُوصف، يواصلون رعاية بعضهم البعض، وإعادة بناء ما دمروه حيثما أمكن، والسعي يوميًا للبقاء على قيد الحياة. وتتشارك المجتمعات، حتى تلك التي نزحت مرارًا، القليل الذي تملكه. إن صمودهم يُلهمنا جميعًا”.
وشددت على أن الصمود وحده لا يكفي لإبقائهم على قيد الحياة. “فالشجاعة لا تكفي لسد رمقهم أو تعويض الرعاية الطبية. يحتاج شعب السودان إلى دعم وتضامن عاجلين. إنهم بحاجة إلى الحماية، والوصول إلى الخدمات الأساسية، وقبل كل شيء، إلى السلام”.
وأشارت سلامي الى ان شركاء العمل الإنساني -الدوليون والوطنيون والمحليون- يواصلون العمل في الخطوط الأمامية. منوهة الى ان تفانيهم، الذي غالبًا ما يكون في مواجهة خطر استثنائي، ينقذ الأرواح كل يوم. لكن قدرتهم على الوصول إلى المجتمعات المحلية تعوقها بشكل متزايد انعدام الأمن، والقيود المفروضة على الوصول، ومحدودية التمويل.
وتابعت: “إلى جميع المتورطين في الصراع: المدنيون ليسوا هدفًا. والعاملون في المجال الإنساني ليسوا تهديدًا. والمساعدات ليست ورقة مساومة. يجب احترام القانون الإنساني الدولي احترامًا كاملًا – يجب منح الوصول وحماية الأرواح. والأهم من ذلك كله، يجب أن ينتهي العنف. لا سبيل إلى تعافي السودان إلا بالحوار والشمول والالتزام بالسلام”.
مداميك