الدعم السريع يحشد قوات لشن هجوم محتمل على الفاشر

مصدر الصورة

أفاد شهود عيان ومصادر محلية في مدينة مرشينج، الواقعة على بُعد 86 كيلومترًا شمال نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بوجود تحركات عسكرية مكثفة لقوات الدعم السريع، يُعتقد أنها تستعد لشن هجوم على الفاشر.

وظهر قائد ثاني الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، في مقطع فيديو متداول وهو يوجّه قواته بالتحرك نحو الفاشر و”دخولها خلال 72 ساعة”، داعيًا سكان المدينة إلى مغادرتها فورًا حفاظًا على سلامتهم.

وقال شاهد عيان من مرشينج – فضّل حجب اسمه لدواعٍ أمنية – لـ “دارفور24″، إن دقلو خاطب حشدًا كبيرًا من المقاتلين المستنفرين، برفقة قيادات من الإدارة الأهلية بجنوب دارفور، في منطقة وادي “أمر”.

وأشار إلى أن المنطقة شهدت تواجد أرتال من العربات القتالية والأسلحة المضادة للطيران، حيث مكثت هذه القوات في مرشينج أكثر من خمسة أيام.

وأكد شاهد آخر وصول تعزيزات عسكرية من نيالا إلى مرشينج، وأشار إلى أن دقلو خاطب هذه القوات يوم الإثنين.

وفي بلدة منواشي، الواقعة على بُعد 10 كيلومترات شرق مرشينج، أفاد شهود بأن قوات الدعم السريع عطّلت، اليوم الثلاثاء، جميع خدمات الإنترنت عبر شبكة “ستارلينك” بمدينة مرشينج.

وقال شاهد العيان عبد الرازق فضل الله “اسم مستعار”، إنه اضطر للسير على الأقدام من مرشينج إلى منواشي لإجراء معاملات مالية، بعد توقف خدمات الواي فاي.

واعتبر أن هذا الإجراء يهدف على الأرجح إلى “منع تسرب معلومات” حول التحركات العسكرية الجارية.

وأشار إلى أن قطع الإنترنت أدى إلى عزل مرشينج عن العالم الخارجي، مما أثّر على أنشطة الحياة اليومية، خاصة في مجالات التجارة والأعمال والتواصل الاجتماعي.

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر من بلدة شنقل طوباي، جنوب غرب الفاشر، برصد تحركات عسكرية كثيفة على الطريق الرابط بين نيالا والفاشر، مساء الإثنين، حيث شوهدت عشرات السيارات القتالية والشاحنات الثقيلة وهي تعبر ليلًا باتجاه الفاشر.

وفي مدينة الكومة، ذكرت مصادر محلية أن طائرة حربية تتبع للجيش السوداني حلقت في سماء المدينة لأكثر من 20 دقيقة دون تنفيذ أي غارات.

حركة النزوح

وقالت منظمة الهجرة الدولية إن 300 أسرة نزحت من مخيم زمزم ومدينة الفاشر في الفترة من 5 إلى 7 أبريل الجاري، نتيجة لتفاقم انعدام الأمن.

وأشارت إلى أن هذه الأسر نُزّحت إلى مواقع في محلية طويلة بشمال دارفور.

واعترضت الإدارة العليا لمخيم زمزم والقوة المشتركة على دعوات خروج النازحين من المعسكر والفاشر، حيث أبدت حركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، وتجمع قوى تحرير السودان برئاسة الطاهر حجر، استعدادها لتوفير ممرات آمنة لخروج المدنيين.

وتعمل قوة مشتركة من الدعم السريع وحركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي وتجمع قوى تحرير السودان، على حماية النازحين من الفاشر ومخيم زمزم طوال الطريق إلى طويلة وكورما.

وتعيش الفاشر في ظل وضع إنساني قاسٍ، جراء الشح الشديد في السلع الغذائية نتيجة للحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ أبريل 2024.