الجزائرالٱن _ عبّر مجتمع “دوسحاق” الأزوادي عن دعمه الكامل لموقف الجزائر الثابت تجاه الأزمة المالية، مثمّناً جهودها المستمرة من أجل الدفع نحو حل سياسي شامل يحترم وحدة مالي وسيادتها ويكفل في الوقت ذاته حقوق سكان الشمال، في مقدّمتهم الأزواد.
وفي بيان شديد اللهجة، طالب ممثلو المجتمع الأزوادي بتدخل دولي عاجل عبر تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف الانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين في مناطق شمال مالي، وخاصة في إقليم تينزواتين، مؤكدين أن الجزائر تظل الشريك الإقليمي الوحيد الذي يتمتع بثقة الأزواد، نظراً لحيادها التاريخي ورفضها للحلول العسكرية.
وجاءت هذه التصريحات عقب مظاهرات حاشدة نظمها سكان منطقة تينزواتين، أول أمس الثلاثاء، للتنديد بما وصفوه بـ”الجرائم الممنهجة” التي يرتكبها الجيش المالي، بدعم من مرتزقة “فاغنر” الروسية، ضد السكان العزل.
وكشف البيان الأزوادي عن أرقام صادمة لانتهاكات متواصلة قال إنها ترتكب منذ أشهر، وتتمثل في:
1519 حالة قتل ضد مدنيين عزل.
816 حالة اعتقال تعسفي، كثير منها تبعها اختفاء قسري.
248 عملية نهب وتخريب لممتلكات عامة وخاصة.
355 حالة تعذيب جسدي ونفسي.
36 جريمة اغتصاب موثقة.
كما شدد مجتمع دوسحاق على ضرورة سحب القوات الأجنبية التي تساهم في تعقيد الوضع وتوسيع دائرة العنف، محذرًا من أن الصمت الدولي يُعدّ تواطؤًا غير مباشر مع ما يجري من جرائم.
وفي ختام بيانه، جدّد المجتمع الأزوادي دعوته إلى الجزائر من أجل مواصلة دورها كضامن لمسار السلام، وإعادة بعث روح اتفاق الجزائر لعام 2015، معتبرًا أن الحل السياسي الذي ترعاه الجزائر يبقى الأمل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار، بعيدًا عن منطق القوة وفرض الأمر الواقع.
يذكر أنّ مجتمع “دوسحاق” هو إحدى قبائل الطوارق البارزة في شمال مالي، ويُعتبر جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي والثقافي في إقليم أزواد. ينتمي أفراده إلى الطوارق الذين يتحدثون لغة “تماشق”، ويُعرفون أيضًا بـ”كل تماشق”، وهم من السكان الأصليين للمنطقة، حيث يمارسون نمط حياة شبه بدوي يعتمد على الرعي والتجارة، مع التزامهم بالإسلام السني.
في السياق السياسي، يُعدّ مجتمع “دوسحاق” من أبرز المكونات الفاعلة في الحركات الأزوادية، حيث يشكلون العمود الفقري لحركة “إنقاذ أزواد” (MSA)، التي تنشط في مناطق مثل ميناكا وعلى الحدود بين مالي والنيجر.