آخر الأخبار

التدوين العشوائي على مدينة "الأبيض".. قلوب تخفق رعبًا في ليالي حالكة

شارك
الأبيض: زهير هاشم
لم تكن مدينة الأبيض استثناءً من مأساة الحرب التي اجتاحت العديد من المدن السودانية، إلا أنها حملت نصيبها من الألم والمعاناة، إذ عاشت أحياؤها ليالٍ رعب تحت وابل القذائف التي لم تُفرّق بين المنازل والأسواق، بين الأطفال والشيوخ، بين الحياة والموت. تحوّل الأمان إلى خوف، والصمت إلى دويّ الانفجارات. ورغم كل ذلك، ظلّ سكانها متفائلين وصامدين في وجه المجهول.
قصف بلا هوادة
وشهدت الأبيض موجات من التدوين العشوائي، بينما كانت القذائف تتساقط على الأحياء السكنية دون تمييز، مخلفةً وراءها جدرانًا مهدمة، ونفوسًا مرعوبة، وقلوبًا تخفق رعبًا في ليلة حالكة. وجدت النساء والأطفال أنفسهم محاصرين داخل منازلهم، بعضهم يحتمي تحت الأسرّة، بينما لم يجد آخرون سوى زاوية من الغرفة يحتمون بها.
الشاهد على الدمار
محمد شاب في الثلاثينيات من عمره يحكي عن ليلة لن تمحى من ذاكرته في حديث لقناة الجزيرة مباشر
يضيف: “”في تلك الليلة كنا نجلس في فناء المنزل عندما سمعنا صوت القذيفة الأولى لم نكن نعرف أين ستسقط ثم فجأة اهتزت الأرض تحت أقدامنا هرعنا إلى الداخل لكن قبل أن نصل سقطت قذيفة أخرى على بيت جارنا خرجنا لنجد الجدران منهارة والناس يصرخون كانت الفوضى تعم المكان والغبار غطى كل شيء حاولنا إنقاذ من نستطيع لكن بعضهم كان قد فارق الحياة”.
ليلة الرعب
أم حليمة سيدة في الخمسينيات تعيش مع أحفادها تحكي قصتها بحسرة، قائلة: “كنا نائمين عندما بدأ القصف استيقظت على صراخ الأطفال لم يكن أمامنا إلا البقاء في المنزل نحتمي تحت الطاولات وكلما سمعنا صوت انفجار كنا نضم الأطفال إلينا ونردد الأدعية مرت الليلة لكن الخوف لم ينته فقد أدركنا أن حياتنا لم تعد كما كانت”.
السكن في العراء
آدم رجل أربعيني يعمل في التجارة كان ذلك اليوم عاديا بالنسبة له حتى تغير كل شيء في لحظات
“كنت في المتجر عندما سمعت صوت القصف يقترب لم أتمكن من العودة إلى المنزل فورا بعد ساعات وصلت لأجد بيتي مهدما بالكامل وأبنائي في العراء”.
نهاية الحلم
سعاد طالبة جامعية كانت تحلم بمستقبل مشرق لكن القذيفة التي أصابت منزلهم غيرت كل شيء
وتذكر: “كنت أذاكر استعدادا للامتحانات عندما سقطت القذيفة شعرت أن الدنيا توقفت للحظة استيقظت في المستشفى بعد يومين لم أستوعب الأمر كيف لحلمي أن ينتهي بهذه الطريقة لكني اليوم أحاول أن أتأقلم فالحرب لا تقتل فقط الأرواح بل تسرق الأحلام أيضا”.
تحت الأنقاض
عثمان رجل خمسيني نجا بعد أن تهدم منزله فوق رأسه، ويضيف: “”كنت في المنزل مع أسرتي عندما سمعنا صوت انفجار قريب لم نكن نعلم أن القذيفة التالية ستكون عندنا فجأة وجدت نفسي تحت الأنقاض، سمعت أصوات الجيران ينادون لكني لم أستطع الرد بعد ساعة من البحث أخرجوني من تحت الركام، لم أصدق أنني خرجت حيا لكنني فقدت أخي الذي كان في الغرفة المجاورة”.
نزوح بلا وجهة
حليمة أم لخمسة أطفال لم تجد خيارا سوى النزوح بعد أن صار الحي الذي تسكنه غير آمن، “في يوم واحد تغير كل شيء أصبحنا بلا مأوى ننتقل من بيت إلى آخر عند الأقارب أطفالي يسألونني متى نعود لكني لا أملك إجابة الحقيبة الصغيرة التي خرجنا بها أصبحت كل ما نملك الحرب جعلتنا غرباء في مدينتنا”.
صمود المدينة
ورغم هذه اللحظات العصيبة لم تفقد المدينة الأمل تكاتف السكان لمساعدة بعضهم البعض.
كما برزت مبادرات شعبية لإنقاذ المصابين وتأمين الغذاء والماء لمن فقدوا كل شيء ومع كل طلقة نار كان هناك قلب ينبض بالعزيمة ينتظر يوما جديدا تشرق فيه شمس السلام على الأبيض لتروي قصص الحرب بصيغة الماضي لا الحاضر.
الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا أمريكا اسرائيل مصر حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا