أفاد شهود عيان ومصادر محلية بأن عشرات الأسر فرت من مدينة المالحة، الواقعة على بُعد حوالي 210 كيلومترات شمال شرق الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وشهدت مدينة المالحة يوم الخميس الماضي معارك عنيفة بين قوات الدعم السريع والقوة المشتركة للحركات المسلحة التي كانت تسيطر على المدينة لفترة طويلة.
وقال أحد النازحين إلى مدينة الدبة بالولاية الشمالية، مزمل يحيى إسحق، لـ “دارفور24” إن عشرات الأسر من النساء والأطفال وكبار السن نزحوا من المدينة إلى مناطق عدة، بما في ذلك وحدة باسيرو الإدارية وبلدة تكرو ومدينة الدبة.
وذكر أنه شاهد أطفالًا يرافقهم ذووهم يغادرون المدينة سيرًا على الأقدام لمسافات طويلة في ظروف إنسانية مأساوية، قبل أن يتمكنوا من العثور على وسيلة نقل تقلهم إلى مناطق خارج المالحة على بُعد 50 كيلومترًا.
من جهتها، قالت آسيا إبراهيم نورين إنها اضطرت للفرار إلى وحدة باسيرو الإدارية يوم الجمعة رغم إغلاق قوات الدعم السريع للبوابات والطرق ومنعها خروج المواطنين.
وأضافت: “تحركت مع عشرات الأسر سيرًا على الأقدام قبل أن يعثروا على سيارة نقلتهم إلى باسيرو”.
وكشفت آسيا عن أوضاع إنسانية صعبة في المدينة، حيث توقفت شبكات الاتصال تمامًا، وتعرضت بعض المنازل لحريق كبير، خاصة في الأحياء الجنوبية والشرقية، كما نُهب جزء من السوق وبعض الشاحنات المتوقفة في منطقة الجمارك.
وتابعت: “نهب مسلحون أجهزة الاستارلينك وممتلكات السكان، كما نهبوا المتاجر في السوق وهددوا المواطنين بالقتل إذا اعترضوا على ذلك، وعاشت المدينة ليلة الخميس يومًا عصيبًا”.
وفي السياق، قال شاهد العيان خليل ــ أحد سكان المالحة ــ إن قوات الدعم السريع عقدت ندوات في المسجد والساحات والسوق الرئيسي، طالبة من المواطنين الهدوء والعودة إلى منازلهم، مع وعدهم بالحماية واستعادة الممتلكات التي نهبتها مجموعات مسلحة متحالفة معها.
وأفاد خليل أنه تمكن من إخراج شقيقه المصاب لتلقي العلاج خارج المدينة بعد إغلاق المستشفيات والمراكز الصحية وصعوبة الحركة داخل المدينة.
وأعلنت قوات الدعم السريع الخميس الماضي سيطرتها الكاملة على مدينة المالحة بعد معارك ضارية مع القوة المشتركة، مشيرة إلى أنها استولت على عدد من السيارات والأسلحة والذخائر، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 380 فردًا من القوة المشتركة.
دارفور24