آخر الأخبار

فعاليات ثقافية تزيح غبار حرب السودان عن أم درمان

شارك

عثمان الأسباط

ملخص

تهدف المبادرة إلى تنظيم طوف مستمر على دور الفنون كافة في أم درمان، إضافة إلى مدينة بحري، وكذلك العاصمة الخرطوم حال تحريرها وبسط الجيش سيطرته عليها، ويرافق نجوم المسرح والفن والدراما وفد من وزارة الثقافة والإعلام السودانية لتقييم حجم الأضرار والشروع في إعادة إعمار دور الفنون.

على رغم عتمة الحرب وقتامة المشهد في السودان، فإن ومضات تأتي من مدينة أم درمان لا علاقة لها بالواقع المرير، إذ أدار عدد من الفنانين ونجوم الدراما ظهورهم للصراع المسلح وتداعياته من خلال مبادرة لتفقد دور الثقافة بالعاصمة الوطنية للبلاد والوقوف على الأوضاع، فضلاً عن تقديم عروض مسرحية وأغنيات وطنية لرد الروح إلى دور الفن والسينما.

وتهدف المبادرة إلى تنظيم طوف مستمر على دور الفنون كافة في أم درمان، إضافة إلى مدينة بحري، وكذلك العاصمة الخرطوم حال تحريرها وبسط الجيش سيطرته عليها، ويرافق نجوم المسرح والفن والدراما وفد من وزارة الثقافة والإعلام السودانية لتقييم حجم الأضرار والشروع في إعادة إعمار دور الفنون.

أمل وحياة

انطلقت المبادرة من المسرح القومي في مدينة أم درمان بمشاركة الدراميين فيصل أحمد سعد ومحمد المهدي الفادني والطيب شعراوي، إلى جانب الفنان الأمين البنا.

نجوم الدراما قدموا صورة مغايرة عن واقع القتل ورعب البنادق التي باتت راسخة بأذهان سكان أم درمان، من خلال مسرحيات بسيطة مليئة بالحياة والأمل والمستقبل المشرق.

في حين التقي الفنان الأمين البنا جمهوره بعد أكثر من 22 شهراً، طاولت خلالها ليالي البعاد بينه وبين عشاقه، وعاد صوته يصدح في دور الفن من جديد، إذ قدم أعمالاً وطنية خالدة، وأطرب الحضور عندما غني “أنا أم درمان، أنا السودان، أنا الدور البزيد بلدى، أنا البرعاك سلام وأمان يا ولدى”.

رسائل فنية

الممثل والمخرج عبدالرحمن يونس قال إن “المبادرة واحدة من أهم أدوات دعم الصحة النفسية للحصول على جرعات من الأمل والأمنيات بتوقف المعارك وعودة الاستقرار، إضافة إلى تقديم رسائل عدة حول واقع الفنانين وسكان مدينة أم درمان وهمومهم وأزماتهم وأمنياتهم على خشبة المسرح، وكذلك تفقد دور الثقافة بالعاصمة الوطنية للبلاد والوقوف على الأوضاع فيها”.

وأضاف المخرج السوداني أن “طوف الفنانين سيشمل مسارح مدينتي أم درمان وبحري، وكذلك الخرطوم حال اكتمال تحريرها من قبضة قوات ’الدعم السريع‘، وذلك من أجل إعادة الروح للمسارح ودور الفن”.

وأوضح يونس أن “أم درمان تصنف في المرتبة الأولى لقائمة المدن المبدعة بالسودان، في مجالات عدة كالأدب والموسيقى والفنون الشعبية والتشكيل، ومن ثم يطمح أصحاب المبادرة في تقديم أعمال توازي مكانتها وتعيد سيرتها الأولى”.

جهود حكومية

إلى ذلك أعلن وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد علي الإعيسر دعمه مبادرة إعادة إعمار المسرح القومي عبر مشروع متكامل، فضلاً عن الاهتمام بالدراميين وتمكينهم من استئناف نشاطهم في هذه المرحلة الحرجة ومخاطبة الإفرازات الاجتماعية والمشكلات التي نشأت بسبب الحرب”.

وشدد الإعيسر على أهمية عودة المؤسسات الثقافية حتى تؤدي دورها الناقل للإبداع وتزكية الروح الوطنية والدور الذي يمكن أن تلعبه المجموعات المهتمة بالآداب والفنون في دعم خطط الوزارة في مرحلة ما بعد الحرب”.

وتعهد وزير الثقافة والإعلام السوداني بإقامة ورش بمشاركة المتخصصين في مجالات الفنون لتكوين برنامج عمل في ضروب الإبداع الثقافي كافة، إلى جانب تقديم الدعم المعنوي للمسرحيين والدراميين والأدباء والفنانين تقديراً لتضحياتهم وصبرهم وثباتهم في مدينة أم درمان”.

إعمار المسارح

على الصعيد نفسه، أعلنت مجموعة عقد الجلاد الغنائية السودانية انتظامها في نفرة ومبادرة المعمل الحر للفنون لإعادة إعمار المسرح القومي بأم درمان.

وأشار مدير المجموعة نصر الدين التش إلى أن “الفرقة ستقدم عروضاً غنائية لمصلحة إعادة تأهيل المسارح ودور الثقافة والإذاعات والمتاحف”.

ودعا التش إلى ضرورة التنسيق بين الأجهزة ذات الصلة والمنظمات العاملة في مجالات الثقافة وإنتاج الفنون لإنجاح “نفير إعمار المسرح”.

نبذ العنف

على صعيد متصل أوضح الفنان أباذر حامد أن “المسرح القومي السوداني يحمل رمزية ثقافية كبيرة، إذ استضاف في ستينيات القرن الماضي كوكب الشرق أم كلثوم، كما غنت على خشبته أعرق فرق الجاز الأميركية، وأفرز أبرز آباء المسرح السوداني وعمالقته، لذا فإن زيارته وتقديم أعمال على خشبته بعد أكثر من 22 شهراً، خطوة أولى لإعادة إعماره وعودة الألق التاريخي ورصيد العطاء الزاخر”.

إثراء المشهد الثقافي بالفن (اندبندنت عربية – حسن حامد)

واعتبر حامد أن “الدراما والغناء والفنون الشعبية تمثل الترياق الأمثل لإيجاد حلول لخطاب الكراهية والعنصرية الذي أنتجته الحرب، والعمل على إيقاف القتال ونبذ الفتن والعنف، بخاصة في ظل الصراع الدموي الذي تشهده البلاد”.

ولفت الفنان السوداني إلى أن “المبادرة والأعمال الفنية أسهمت في تحريك مياه المشهد الثقافي الراكدة منذ فترة طويلة بسبب الصراع المسلح والأوضاع الأمنية التي انعكست على الجوانب الإبداعية”.

صمود التنوير

من جانبه قال المخرج المسرحي جمال محجوب إن “مدينة أم درمان نفضت دخان الحرب بحثاً عن شعاع ثقافي تستقي منه صمود التنوير والتمسك بالأصالة وتجسيداً لثراء العاصمة الوطنية للبلاد بالفن والتراث، على رغم التحديات التي فرضتها الحرب المستمرة منذ ما يقارب الـ23 شهراً”.

ويرى محجوب أن “تداعيات الصراع المسلح أسهمت في توقف الأنشطة الفنية والثقافية، مما كان له الأثر الواضح في تفاقم الجهل الإنساني وخلق خامات جيدة لزرع الفتن والعنصرية، وإيجاد مساحة لتبرير الأفعال القبيحة أثناء الحرب مثل السلب والنهب والاغتصاب بحجج واهية”.

وأشار المخرج المسرحي إلى رسائل رمزية عدة حملتها مبادرة الدراميين والفنانين، تمثلت في نقل صورة إيجابية لمدينة أم درمان، وإظهار الوجه المشرق لها كمنطقة آمنة تشهد استقراراً وحالاً من السلم المجتمعي.

اندبندنت عربية

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا