اتهم الملياردير إيلون ماسك مسؤول وزارة الكفاءة الحكومية في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منظمات أميركية رسمية مختصة بالأعمال الخيرية والتنمية وحاصلة على تراخيص معتمدة داخل الولايات المتحدة بأنها منظمات إرهابية، وذلك لمجرد ارتباطها بكلمة “إسلام أو إسلامية أو فلسطين”، وأعاد نشر تغريدة تقول إنه تم صرف مبالغ مالية قدرها 165 مليون دولار من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لهذه “المنظمات الإرهابية” مضيفاً: “كما يقول كثيرون، لماذا ندفع للمنظمات الإرهابية وبعض البلدان؟”.
وتضمن منشور ماسك أسماء نحو 18 منظمة خيرية ومؤسسة وهيئة، يرتبط اسم معظمها بكلمة إسلام أو عرب أو تحمل اسماً عربياً. وتتعاقد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مع وكلاء ومؤسسات ومنظمات خيرية لتنفيذ برامجها في مختلف أنحاء العالم، وتحصل بذلك منظمات معتمدة ورسمية على التمويل منها. وتعد هذه المنظمات من المنظمات الفاعلة في المجتمع الأميركي وتقدم خدمات لأفراد المجتمع في الأحياء الفقيرة وتساهم في تقديم علاج ومساعدات إنسانية داخل أميركا، وبعضها يمتد عمله الخيري إلى الخارج.
ونشر أحد الداعمين للحزب الجمهوري على منصة إكس: “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أعطت لهذه المنظمات المرتبطة بالإرهاب 164.7 مليون دولاراً”، وأضاف “165 مليوناً.. شكراً لإدارة الكفاءة الحكومية التي جاءت واكتشفت كل هذا الجنون”، ونشر قائمة بالإنفاق المالي لهذه المنظمات، وأعاد ماسك (صاحب منصة إكس) نشر التغريدة مع تعليق، وقرأ تغريدة ماسك نحو 13 مليوناً وأعاد نشرها نحو 48 ألفاً.
والمنظمات والهيئات والمؤسسات التي حصلت على مبالغ بطرق رسمية من الولايات أو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، هي بحسب التغريدة: “مركز دراسة الإسلام والديمقراطية، شبكة العمل الإسلامي، وكالة الإغاثة الإسلامية، بايادر، هيئة الإغاثة الإسلامية في جميع أنحاء العالم، الجمعية الإسلامية في ديلاوير، المعهد العربي الأميركي، المركز الأميركي لمساعدة اللاجئين في الشرق الأدنى، إثيوبيا للإغاثة الإسلامية، الكرامة -المحاميات الإسلاميات من أجل حقوق الإنسان)، الرحمة -الولايات المتحدة للمعونة والتنمية، يد العون للإغاثة والتنمية، مساعدات المسلمين، صندوق إغاثة الأطفال الفلسطينيين، مؤسسة القراءة، مؤسسة المد والجزر ومؤسسة تفاعل”.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي ينشر فيها إيلون ماسك معلومات خاطئة مرتبطة بالعرب والمسلمين، إذ إنه في الشهر الماضي أعاد نشر تغريدة بأن هناك 50 مليون دولار يتم صرفها لشراء واق ذكري للناس في غزة، وقال إن هذه الأموال تذهب لحركة حماس، وعندما ثبت عدم صحة ذهاب هذه الأموال لغزة في فلسطين وإنما لمكان آخر في أفريقيا، قال ماسك في مؤتمر بالبيت الأبيض رداً على سؤال صحافي بأنه “سيخطئ وستكون هناك أخطاء في تصريحاته”.
من جانبه رد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) على ما كتبه إيلون ماسك بأنه “إدعاء زور”، وقال في بيان له إن “المنظمات الأميركية المسلمة والعربية التي تم تشويه سمعتها في هذه المنشورات التشهيرية هي منظمات غير ربحية مسجلة بشكل قانوني ولها نفس الحق في التقدم بطلب للحصول على تمويل فيدرالي مثل أي مؤسسة خيرية مؤهلة أخرى”. وأقامت العديد من هذه المنظمات غير الربحية، كما أشارت (كير)، شراكات مع الحكومة أو تلقت دعماً فيدرالياً خلال إدارة ترامب الأولى، وأضاف البيان: “أي شخص يرى كلمة الإسلام في اسم مؤسسة خيرية أميركية ثم يعلن على الفور أن المؤسسة الخيرية يجب أن تكون (منظمة إرهابية) هو شخص حاقد ولا بد أنه لا يعرف شيئاً عن المسلمين الأميركيين ومساهماتهم في مجتمعنا، بما في ذلك العمل الإنساني”.
ودعا المجلس إيلون ماسك للتوقف عن تشويه سمعة الأميركيين وأن يبدأ “في استرجاع المليارات من دولارات دافعي الضرائب الأميركيين التي استخدمتها الحكومة الإسرائيلية لذبح وقتل عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء في غزة”. ومن جانبه، قال المدير التنفيذي الوطني لـ”كير” نهاد عوض إن “وصف المنظمات الإسلامية الأميركية الملتزمة بالقانون بأنها إرهابية هو دون أساس وأمر متهور وخطير”، مضيفاً أن هذا النوع من الخطاب يغذي الإسلاموفوبيا ويعرض حياة الأبرياء للخطر، ويقوض قيم العدالة والمساواة.
إيلون ماسك وبنيامين نتنياهو في مستوطنة بمحيط غزة 27 نوفمبر 2023 (آموس بن جرشوم/Getty)
أخبار
نتنياهو يدافع عن إيلون ماسك: صديق عظيم لإسرائيل
وكان إيلون ماسك قال في مقابلة له مع المذيع الشهير ليكس فريدمان، عقب حادث السابع من أكتوبر 2023: “إذا كنت لن ترتكب (في إشارة إلى إسرائيل) إبادة جماعية بشكل صريح ضد شعب كامل، الأمر الذي لن يكون مقبولاً بالطبع، فإنّك ستترك الكثير من الناس الذين يكرهون إسرائيل على قيد الحياة”، وأضاف: “السؤال الحقيقي هنا هو، مقابل قيامك بقتل فرد واحد، كم عضواً جديداً ستمنح حماس؟. إذا قتلت طفلاً لأحدهم في غزة فقد صنعت على الأقل العديد من أعضاء حماس، الذين هم على استعداد لأن يموتوا فقط لقتل إسرائيلي”. غير أن موقفه الذي دعا فيه إسرائيل إلى “أن تتصرف بأقصى أنواع اللطف الممكن” تغير بعد دعوته من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة إسرائيل.
العربي الجديد