تهمت وزارة الخارجية في جنوب السودان الجيش السوداني بتجنيد مواطنيها وإقحامهم في الصراعات المسلحة، معتبرة أن هذه الممارسات تمتد لسنوات طويلة، معلنة رفضها لتصريحات مساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا بأن 65% من مليشيات الدعم السريع تتكون من مرتزقة من جنوب السودان.
وأعربت المتحدثة باسم الوزارة، أبوك أيول ميان، في بيان صحفي حسب وسائل إعلام في جوبا، عن رفض بلادها لهذه الادعاءات، معتبرة أنها محاولة لتشويه صورة جنوب السودان وتحميله مسؤولية الأزمة السودانية، وأضافت أن الجيش السوداني نفسه كان لسنوات طويلة مسؤولًا عن تجنيد وتسليح مجموعات من جنوب السودان من خلال إدارة متخصصة تُعرف باسم “إدارة القوات الشعبية والوطنية”.
وأشارت إلى أن الخرطوم وظّفت هذه الميليشيات لخدمة مصالحها، وعندما فشلت في تحقيق أهدافها، تُرك هؤلاء المقاتلون على الحدود، حيث استغلتهم الاستخبارات العسكرية السودانية. وأضافت أن بعض هؤلاء المقاتلين تم إرسالهم إلى ساحات قتال خارج السودان، مثل اليمن، تحت إشراف مباشر من الحكومة السودانية.
وأوضحت أن سجلات جنوب السودان تثبت أن مجموعتين من مواطني الجنوب تم تجنيدهم وإرسالهم للقتال في اليمن، المجموعة الأولى بقيادة الجنرال الراحل بيتر قديت ياك، والمجموعة الثانية بقيادة الجنرال توماس طيل أواك.
وأبانت أن كثيرًا من هؤلاء المقاتلين المدعومين من الخرطوم وجدوا أنفسهم لاحقًا متورطين في النزاع السوداني الحالي، حيث قاتل بعضهم إلى جانب قوات الدعم السريع، بينما بقي آخرون في صفوف الجيش السوداني.
وكشفت أن عددًا من مواطني جنوب السودان لا يزالون يخدمون ضمن الجيش السوداني، منهم اللواء توماس طيل أواك (المعروف باسم التوم علي زين) من ولاية واراب، ويعمل في الاستخبارات العسكرية السودانية، والجنرال جفور ضو البيت من أبيي، والفريق إبراهيم الماظ دينق، وتساءلت المتحدثة عن سبب تجاهل ياسر العطا لهذه الشخصيات في تصريحاته، رغم أنهم يخدمون في الجيش السوداني نفسه.