أعلنت المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الافريقي (شبكة صيحة)، عن تعرضها وفريقها منذ عدة أيام لهجوم إعلامي ممنهج وشرس وتهديدات متزايدة تقودها منصات إعلامية تابعة لمليشيات الدعم السريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مبينة أن الهجوم يأتي بغرض الانتقام من مواقفها بشأن فضح الانتهاكات المريعة ضد النساء ومرتكبيها.
وأكدت أن تلك الحملة تشمل سلسلة من الأخبار الزائفة التي تستهدف مصداقيتها وتسعى لإسكات أصواتها. وقالت الشبكة في بيان صحفي، إن المُصّدرين لهذه الادعاءات المضللة يعتقدون أن بإمكانهم تقويض ثلاثة عقود من النضال المستمر نحو تحقيق العدالة للضحايا والناجيات من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والعنف القائم على النوع الاجتماعي وتهميش النساء.
وأضافت: “نحن نؤكد هنا أن شبكة صيحة تواصل عملها بفعالية وتحظى باحترام واسع في جميع مناطق ودول إقليم القرن الإفريقيّ الكبير والسودان”. وأوضحت أن الهجمات ليست فقط استهدافاً لها بل تمثل اعتداء مباشرا على أصوات الضحايا والناجيات وعلى النساء في السودان، وهي تعكس بشكل واضح ثقافة الإفلات من العقاب المتجذرة، واعتقاد مرتكبيها أنهم بمنأى عن آليات العدالة.
وذكرت أن ما يحدث “هو تذكير مؤلم بأن سلامتنا كنساء مهددة فقط لأننا نجرؤ على الكلام، ناهيك عن النساء اللواتي يعايشن واقع هذه الحرب الوحشية وما يتعرضن له بشكل يومي”. وأشارت الشبكة الى أنها لأكثر من ٢٠ عاماً، كانت شبكة شريكةً قويةً للمجتمع المدني المحلي وركيزة أمل للنساء والفتيات في مختلف أقاليم السودان.
وتابعت: “عملنا في توثيق جرائم العنف الجنسي والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت ضد النساء والفتيات، خاصة في دارفور، بالتعاون مع المنظمات النسوية والمجموعات الحقوقية، ووقفنا في مواجهة أنظمة القمع وثقافة الإفلات من العقاب.. لقد واجهت صيحة على مدار سنوات حملات التشويهٍ والتهديد، بما في ذلك خلال حقبة البشير البائدة وخلال الفترة الانتقالية وما تلاها من انقلاب مشؤوم”.
وأضافت: “نحن ندرك جيدًا كمجموعة تعمل في مجالات حقوق النساء والتغيير والتحول نحو المساواة والعدالة والسلام أن عملنا ليس بالأمر السهل، كما أننا نعي تبعات المواقف الصلبة بجانب النساء والفتيات والمجتمعات المحلية في السودان. إن الغرض من هذه المحاولات البائسة هو بثّ الخوف، وإيقاف الجهود لمناصرة النساء والفتيات، وتقويض المكاسب التي حققتها الحركات النسوية في السودان”.
ودعت الشبكة حلفاءها وأصدقاءها من داخل السودان ومن الجيران والمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان والمنظمات في جميع أنحاء العالم للوقوف معها، وأردفت: “نحن بحاجة إلى تضامنكم الآن أكثر من أي وقت مضى لأن القضية ليست فقط عن شبكة صيحة؛ بل هي قضية مقاومة إسكات أصوات النساء والفتيات، والضحايا والناجيات، والمدافعات عن حقوق النساء والإنسان، وحقهن في الحصول على الدعم اللازم والوصول إلى العدالة ومحاسبة الجناة”.
صحيفة مداميك